
أعلن الاتحاد السعودي لألعاب القوى، في وقت سابق من هذا الأسبوع، عن تعاقده مع اللاعبة السورية الأولمبية غادة شعاع، المولودة في بلدة محردة بريف حماة عام 1973، لتكون مستشارة فنية ومدربة لرياضة السيدات، والمساعدة في إعداد برامج تدريبية للاعبي القوى السعوديين خلال الفترة المقبلة.
على المستوى الرياضي، تُعد “شعاع” صاحبة إنجازات تاريخية في سوريا وعلى المستوى العربي بأسره، إذ تعتبر السورية الوحيدة التي حصلت على الميدالية الذهبية الأولمبية، وقبلها حصلت على المركز 25 في أول دورة ألعاب أولمبية لها في برشلونة عام 1992، واحتلت المرتبة الأولى في سباقات الرياضيين بالعالم لمدة عامين متتالين، يضاف إلى ذلك عدد كبير من الإنجازات الرياضية.
لكن على المستوى العام، لديها سقطات أخلاقية كبيرة، إذ تُعتبر من أشد مؤيدي وداعمي النظام السوري في الحرب الأهلية التي مزقت سوريا ودمرت البنية التحتية وقتلت مئات الآلاف من المدنيين، وشردت الملايين غيرهم، فضلاً عن الآلاف الذين غيبتهم سجون النظام، حيث التعذيب الوحشي والمعاملة المهينة اللاإنسانية.
لم تفوت “غادة شعاع” أي مناسبة أو لقاء تليفزيوني، داخل وخارج سوريا، إلا وعبرت عن دعمها للنظام السوري بقيادة بشار الأسد ووجهت تحياتها للجيش السوري، كأنه واجب وطني كما عبر أحد الإعلاميين من قبل.
في يونيو/حزيران الماضي، زارت “شعاع” جبهات القتال في ريف حماة لتوجيه الدعم والتحية لجنود النظام، وسبقت تلك الزيارة زيارات متعددة لمواقع التمركز العسكرية للجيش، حيث زارت القلمون في عام 2014، وانتشرت لها صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أسلحة الجيش والجنود.
إن تعيين “غادة شعاع” في هذا المنصب رغم توجهها الواضح والمعلن في دعم النظام السوري الذي نفذ مئات المذابح ضد شعبه، رجالاً ونساء وأطفالاً وشيوخاً، وساعد القوى الأجنبية الخارجية على الدخول للبلاد والتنكيل بالشعب وتهجيره والاستيلاء على منازله وأراضيه، هو طعنة واضحة لكل ضحايا هذه الجرائم الوحشية التي ارتكبها الأسد والموالين له، ورقص على جثث القتلى من المدنيين الأبرياء العزل.
إن النظام السعودي باختياره “غادة شعاع” رغم تاريخها غير المشرف في دعم المجرمين والمستبدين القتلة، سقطة أخلاقية كبيرة تُضاف إلى سجل النظام السيء وتؤكد أنه يأبى إلا أن يُحاط بكل من ينتهك حقوق الإنسان ويرسخ لفكرة إفلات المجرمين من العقاب، ولتذهب حقوق الضحايا والمتضررين إلى الجحيم.