تقارير

السلطات السعودية حاولت اغتيال معتقلة الرأي مناهل العتيبي داخل محبسها

تدين منظمة “معاً من أجل العدالة” محاولة الاغتيال التي تعرضت لها سجينة الرأي السعودية مناهل العتيبي وتدعو إلى اتخاذ إجراءات دولية لتأمين إطلاق سراحها وضمان المساءلة عن الانتهاكات التي لا تزال تواجهها هي وغيرها من الناشطات.

في تطور مثير للقلق، تعرضت مناهل العتيبي، ناشطة حقوق المرأة السعودية البارزة التي تقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 11 عاماً، لمحاولة اغتيال داخل السجن الذي تحتجز فيه، وحسب ما جاء على لسان شقيقتها فوز العتيبي، فإن مناهل تعرضت للطعن في وجهها قبل أسبوعين من قبل امرأة مجهولة أُرسلت خصيصاً لمهاجمتها.

ووفقاً لفوز “اتصلت اليوم شقيقتي مناهل واخبرتنا انها تعرضت لطعن داخل السجن في وجهها قبل أسبوعين بقلم حاد من امرأة لا تعرفها وأرسلت خصيصًا لطعنها… حصلت مناهل على خياطة غرزتين بوجهها وتم حبسها طيلة هذه الفترة في الانفرادي لمنع انتشار خبر طعنها بين السجينات”، مضيفة “مناهل تتعرض لمحاولة اغتيال”.

إن محاولة اغتيال مناهل ليست مجرد عمل من أعمال العنف، بل إنها أيضًا تحذير واضح من أصحاب السلطة لكل من يحاول معارضة السلطات ولو بالنية! لقد تعرضت مناهل، وهي ناشطة سلمية، للإسكات والتعذيب بشكل متكرر، وهي الآن تواجه خطر الموت لمجرد الدفاع عن حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية. ويؤكد هذا الهجوم على المدى البعيد الذي قد يذهب إليه النظام السعودي لقمع المعارضة وترهيب سجناء الرأي.

مناهل العتيبي هي مدربة لياقة وناشطة سعودية، لطالما استخدمت حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة سناب شات، للمطالبة بتمكين المرأة، وبالرغم من إشادتها ببعض الإصلاحات التي نفذها النظام بالفعل، إلا أن مطالبتها بمزيد من الإصلاحات تسببت في اعتقالها في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ثم انقطع التواصل معها منذ حوالي 150 يوم.

في مايو/أيار 2024 أعلنت السلطات السعودية أن القضاء حكم على مناهل بالسجن لمدة 11 عامًا خلال محاكمة جرت في يناير/كانون الثاني 2024. الحكم على مناهل العتيبي جاء بعد محاكمة سرية، ولم يُفصح عنه إلا بعد مطالبات متكررة من الأمم المتحدة للنظام السعودي بالإفصاح عن مصير العتيبي، ليأتي رد مسؤولين سعوديين في بيان لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أن مناهل العتيبي حُكم عليها في 9 يناير/كانون الثاني بسبب ما وصفته الحكومة السعودية بـ “جرائم إرهابية”.

هذا البيان جاء بعد أكثر من خمس أشهر من انقطاع التواصل بين مناهل وعائلتها، ورفض إدارة السجن السماح لها بالاتصال بهم، وكذلك رفض موافاة العائلة بأي أخبار تتعلق بها، وحسب مصادر خاصة، حكمت محكمة الجزائية المتخصصة في السعودية، والمعروفة باسم محكمة مكافحة الإرهاب، بصورة سرية على الناشطة السعودية الشابة مناهل العتيبي بالسجن لمدة 11 عاماً بعد اعتقالها بسبب “دعمها تمكين المرأة ومطالبتها بإعطاء المرأة حرية اختيار الملابس”.

وحسب نص الحكم على العتيبي، التي حُكم عليه في جلسة سرية أمام محكمة مكافحة الإرهاب، فإنها ارتكبت جرائم تتعلق بنظام مكافحة الإرهاب السعودي الذي يجرم استخدام المواقع الإلكترونية “لبث أو نشر أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة أو ما شابه ذلك لارتكاب جريمة إرهابية.”

وحسبما جاء في ملف الاتهام فإن سبب اعتقال مناهل هو نشرها لصورة شخصية عبر سناب شات وهي لا ترتدي العباءة السوداء، لكن لم توضح السلطات كيف وصلت إلى هذه الصورة بالنظر إلى أن إعدادات الحساب لا تسمح للغرباء بمشاهدة المحتوى.

من بين التهم الأخرى، اتهمت السلطات السعودية العتيبي باستخدام وسم “المجتمع جاهز” للدعوة إلى وضع حد لقواعد ولاية الرجل، كما اتُهمت شقيقتها فوز العتيبي بعدم ارتداء ملابس محتشمة لكنها تمكنت من الفرار من المملكة العربية السعودية قبل اعتقالها.

بعد الإعلان عن عقوبة مناهل، خرجت فوزية، شقيقة مناهل، عن صمتها وتحدثت لصحيفة الغارديان البريطانية عن المضايقات التي تتعرض لها العائلة على خلفية نشاطهم في مجال حقوق المرأة، وكشفت عن الأسباب الحقيقية وراء اعتقال مناهل.

كانت المقصودة في البداية هي فوزية نفسها، وذلك لوجود ملف اتهام قديم لها لدى السلطات بسبب مطالباتها الدائمة بمنح مزيد من الحقوق والحريات للمرأة، ونشرها صور بملابس مختلفة عن النمط التقليدي على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، لتقبض عليها السلطات عليها عام 2019 وتغريمها مبلغ مالي بتهمة ارتكاب الفاحشة، ما دفع فوزية لمغادرة البلاد، لكن بعد ثلاث سنوات ظنت أن الأوضاع تغيرت وأو الدولة “نسيتها” -على حد تعبيرها-، لكن ما إن عادت في 2022 طلب منها أحد الضباط الحضور بصفة ودية إلى قسم الشرطة لبعض المعلومات، لكنها فرت وغادرت البلاد، ولم تعد الآن.

بعد فترة وجيزة أصدرت السلطات قرارات حظر سفر على عائلتها، ثم تم اعتقال مناهل، التي كانت نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي كذلك وتطالب بمنح المرأة المزيد من الصلاحيات داخل المجتمع السعودي، ومنذ ذلك الحين وهي خلف القضبان تتلق معاملة سيئة ومهينة، وقد تعرضت للاختفاء القسري أكثر من مرة، ولم يُسمح لها بالحديث مع عائلتها إلا في أعقاب الحكم، حيث جاء صوتها ذابلًا، وطلبت منهم نسيانها وعدم الحديث عنها، كما قالت بنبرة محبطة للغاية “أنا مقدر لي البقاء هنا في السجن”، ولم توضح سبب اختفائها.

بالرغم من محاولات النظام السعودي تخفيف القيود عن المرأة ومنحها بعض الحريات، مثل حرية اللباس وقيادة السيارة والعمل والسفر كجزء من حملة أوسع لتلميع صورة المملكة خارجيًا وتحسين السياحة، فإن الحكومة لا تزال مستمرة في نهجها القمعي ضد أي امرأة سعودية تتجرأ وتطالب بمزيد من الإصلاحات والحريات.

حسب ما تم رصده وتوثيقه، فإن حكومة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لطالما استهدفت مستخدمي تويتر كجزء من حملة واسعة من القمع المحلي والدولي، تضمنت زرع جواسيس داخل الشركة لتسريب بيانات المستخدمين السرية والكشف عن هوية مديرين الحسابات المجهولة التي تنتقد السلطات.

تصاعدت حملة النظام السعودي القمعية ضد مستخدمي مواقع تواصل الاجتماعي، خاصة تويتر (إكس حاليًا) بعد شراء بن سلمان -بشكل غير مباشر- حصة كبيرة من تويتر عن طريق صندوق الثروة السيادية للمملكة الذي يترأس مجلس إدارته، ليكون المستثمر الأضخم في تويتر بعد إيلون ماسك هو والأمير الوليد بن طلال، كما يسيطر أيضًا على حصة بقيمة 250 مليون دولار (200 مليون جنيه إسترليني) في تطبيق سناب شات.

الجدير بالذكر أنه وحسب تقارير صحفية، فإن أي استفسار صحفي يُرسل إلى تويتر للتعليق على الحملة القمعية التي تنفذها السلطات السعودية ضد مستخدمي المنصة، لا تواجه سوى رد واحد برمز تعبيري غير لائق وغير مهذب، رد الشركة التلقائي على الاستفسارات الصحفية منذ شراء ماسك الشركة.

أما سناب شات فقد نشرت السلطات بيان رسمي في وقت سابق من العام الماضي حذرت فيه المواطنين من كتابة أي منشور ينتقد السلطات على التطبيق، وحسب البيان فإن “أي إهانة للنظام تعتبر جريمة جنائية”، دون توضيح ماهية أو كيفية الإهانة، ليتركها فضفاضة تُحدد على هوى الأجهزة الأمنية أو القضائية المنوط بها التحقيق في الأمر.

جاء هذا التحذير بعد فترة وجيزة من إبرام صفقة “تعاون” بين تطبيق سناب شات -ومقره كاليفورنيا- وبين وزارة الثقافة في المملكة، وهي الصفقة التي أعلن عنها الرئيس التنفيذي لشركة “سناب شات” قبل فترة.

وتعود علاقات شركة سناب شات مع المملكة إلى عام 2018، عندما استثمر الممول السعودي الأمير الوليد بن طلال 250 مليون دولار في الشركة، أي ما يعادل 2.3٪ من الأسهم.

قضية العتيبي تعتبر مثال واضح على اعتقال السعوديين وسجنهم لاستخدامهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للإصلاح أو تحدي السلطات السعودية، لكن القائمة التي سبقتها طويلة، مثل سلمى الشهاب التي حكم عليها بالسجن لأكثر من ثلاثة عقود لامتلاكها حساب على تويتر ومتابعة وإعادة تغريد المعارضين والناشطين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Mostbet è una delle piattaforme di scommesse più conosciute e apprezzate dagli appassionati di gioco d’azzardo online. Fondata diversi anni fa, la società si è rapidamente affermata nel settore grazie a una vasta gamma di opzioni di scommessa, un'interfaccia facile da usare e un'attenzione particolare alla sicurezza dei propri utenti. Che tu sia un principiante o un veterano del settore, Mostbet offre una piattaforma affidabile per piazzare le tue scommesse in modo rapido e sicuro, con un supporto clienti sempre disponibile. Un grande vantaggio di Mostbet è la sua ampia varietà di sport e eventi sui quali è possibile scommettere. Dallo sport più popolare come il calcio, il basket e il tennis, fino agli eventi di nicchia e agli eSport, Mostbet offre ai suoi utenti innumerevoli possibilità. Inoltre, la piattaforma permette anche di seguire in diretta i risultati degli eventi, il che consente agli scommettitori di prendere decisioni informate in tempo reale. Questa caratteristica è particolarmente apprezzata da chi cerca un'esperienza di scommessa dinamica e coinvolgente. Un altro aspetto importante di Mostbet è la generosità dei bonus e delle promozioni offerte agli utenti. Nuovi giocatori possono approfittare di bonus di benvenuto che aumentano il valore dei loro primi depositi, mentre i giocatori regolari possono godere di promozioni settimanali e mensili che premiano la loro fedeltà. La piattaforma inoltre organizza tornei e gare che permettono ai giocatori di competere tra loro per vincere premi in denaro e altri benefici esclusivi. Per ulteriori dettagli su queste offerte e per leggere le opinioni degli utenti, visita il sito e scopri le mostbet recensioni. Infine, Mostbet garantisce un alto livello di sicurezza e trasparenza. La piattaforma è regolamentata da licenze internazionali e utilizza sistemi di criptazione avanzati per proteggere i dati personali e finanziari dei suoi utenti. Le transazioni sono rapide e sicure, e il servizio clienti è disponibile 24/7 per risolvere qualsiasi problema. Tutti questi fattori rendono Mostbet una scelta eccellente per chi cerca un'esperienza di scommessa online affidabile e piacevole.