العزل الانفرادي داخل المعتقل الذي لا يصل إليه أحد، هذه هي الوسيلة التي تستخدمها السلطات فى المملكة العربية السعودية مع الكثير من الذي تم إيداعهم المعتقلات بعد تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، وبخاصة أولئك الذي تم اعتقالهم في الحملة المعروفة إعلاميا باسم حملة سبتمبر والتي جرت فى عام 2017، فقد كشف حساب معتقلي الرأي على موقع تويتر خلال تغريدات له على صفحته أن المعتقلين السعوديين في سجون المملكة وبخاصة في سجن ذهبان سيء السمعة، قد تم نقلهم إلى زنازين العزل الانفرادي، مرة بعد أخرى، لدرجة أن السلطات قامت بإلغاء كافة جلسات المحاكمات القديمة وشطبها والبدء من جديد وكأنه أول يوم اعتقال لكل واحد منهم، وما فعلته إلا من باب التلذذ بممارسة الانتهاكات بحق المعتقلين في سجون المملكة، حيث أفاد معتقلي الرأي فى تغريدة له بما يجري قائلا “تأكد لنا أن معظم معتقلي سبتمبر الموجودين في سجن ذهبان تم تحويلهم إلى العزل الانفرادي مجدداً، كما تمت إحالتهم إلى التحقيق وستبدأ إجراءات التحقيق معهم من نقطة البداية خلال الأيام القليلة القادمة”
في تغريدات أخرى كشف حقوقيون مهتمون بوضع حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية بأنه قد تم قطع وإلغاء كافة الزيارات العائلية للمعتقلين وبخاصة الذي يقبعون في سجن ذهبان بجدة، كم تم إلغاء وقطع كافة الاتصالات التي كان من الممكن أن يجريها المعتقلون بديلا عن الزيارات العائلية لإبلاغ أهليهم بأوضاعهم داخل السجون والاطمئنان عليهم، هذا كله يتم مع كل مرة تقوم في سلطات المملكة السعودية بعزل المعتقلين في سجونها داخل زنازين العزل الانفرادي، ما لم يكن المعتقل في سجون سرية لا يعلم بها إلا السلطات وبخاصة جهاز أمن الدولة الذي استحدثه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
مواصفات زنازين العزل
على رغم الألم الذي يعتصر أفئدة المعتقلين وأهليهم إلا أن ما كشفت عنه وكالات حقوقية حول مواصفات الزنازين الانفرادية بناء على شهادات أدلى بها معتقلون سياسيون قدامى في سجون المملكة تزيد مرارة السجن والأسى، حيث كشف مصادر حقوقية أن زنازين العزل الانفرادي عبارة عن غرف أسمنتية طولها مترين ونصف وعرضها كذلك، تشتمل تلك المساحة على دورة المياة ومكان الأكل ومكان النوم، حيث يوضع للسجين المعتقل قطعة اسفنج مهلهلة لكي يستخدمها فى النوم، كما أن تلك الحجرة لا يوجد بها نافذة للتهوية وتغيير أجواء الغرفة.
إدانات واسعة وجهتها دول غربية ومنظمات حقوقية إلى سجل حقوق الإنسان داخل المملكة العربية السعودية، بسبب الاعتقالا التعسفي والإخفاء القسري، ومؤخرا زادت تلك الإدانات مع انتشار أخبار العزل الانفرادي للمعتقلين بما يؤثر سلبا على صحتهم النفسية والبدنية.
وفي بيان مشترك عبرت مجموعة مكونة من 24 دولة أغلبها دول أوروبية عن قلقها العميق إزاء ما يجري من انتهاكات ممنهجة ضد حقوق الإنسان في المملكة السعودية.
منظمة معا من أجل العدالة أدانت عمليات العزل الانفرادي للمعتقلين داخل السجون، ونددت بما أسمته تعمد إمراض المعتقلين نفسيا من خلال الإبقاء عليهم في زنازين الحبس الانفرادي لشهور طويلة دون التعامل مع أحد من البشر بدون داع لهذا الفعل، خاصة وأن كافة المعتقلين ليس لهم تاريخ من العنف ولم تسجل ضده أية أعمال غير أخلاقية، بل كلهم من رموز المجتمع المدني الذي يعملون لصالح الدولة والمجتمع من خلال الأطر المجتمعية المشروعة، كما طالبت السلطات باحترام حقوق الإنسان ومعاملة المعتقلين معاملة تليق بمكانتهم وآدميتهم مع المسارعة في الإفراج عنهم بعد كل تلك المدد من السجن بلا جريمة.
اقرأ أيضًا: تضامن مع المعتقلين فأصبح واحداً منهم… الحرية ليحيى الوادعي
3 تعليقات