الغارديان: اعتقال اثنين من محرري ويكيبيديا في السعودية يثير مخاوف من اختراق الموقع
ترجمة عن صحيفة الغارديان البريطانية
بعد أسابيع من الحكم بسجن موظف سابق في تويتر في الولايات المتحدة بتهمة التجسس على مستخدمي الشبكة لصالح النظام السعودي، تناقلت مصادر حقوقية تقارير حول مخاوف من اختراق السعودية لموقع “ويكيبيديا” الشهير بعد القبض على اثنين من محرريه والحكم عليهم بالسجن.
وحسب نشطاء فإن المحكمة الجزائية في السعودية حكمت بالسجن لمدة 32 عامًا على أحد موظفي ويكيبيديا، وبالسجن لمدة 8 سنوات ضد آخر.
من ناحية أخرى أكد تحقيق أجرته “ويكيميديا” -الهيئة الأم- أن الحكومة السعودية اخترقت “الرتب العليا” في ويكيبيديا في المنطقة، حيث عمل المواطنون السعوديون أو أجبروا على العمل كوكلاء للنظام.
وقالت منظمة ديموقراطية العالم العربي الآن (داون) وسميكس ومقرها بيروت في بيان مشترك: “كشف تحقيق ويكيميديا أن الحكومة السعودية اخترقت أعلى الرتب في فريق ويكيبيديا في المنطقة”.
داون، التي يقع مقرها في واشنطن العاصمة، والتي أسسها الصحفي السعودي جمال خاشقجي قبل اغتياله، وسيميكس، التي تدافع عن الحقوق الرقمية في العالم العربي، استشهدوا بـ “المبلغين عن المخالفات والمصادر الموثوقة” للحصول على هذه المعلومات.
يأتي بيان داون وسيميكس بعد إعلان ويكيميديا الشهر الماضي عن حظر عالمي لـ 16 مستخدمًا “كانوا يشاركون في تعديل تضارب المصالح في مشاريع ويكيبيديا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
في تحقيق بدأ في يناير/كانون الثاني الماضي، قالت ويكيميديا إنها “تأكدت أن عددًا من المستخدمين الذين لهم صلات وثيقة بأطراف خارجية كانوا يقومون بتحرير المنصة بطريقة منسقة لتعزيز هدف تلك الأطراف”.
فيما قالت منظمتا داون وسميكس نقلا عن مصادرهما إن ويكيميديا كانت تشير في بيانها إلى تجنيد الحكومة السعودية لعملاء سعوديين يعملون في ويكيبديا.
أضافت الهيئتان أن اثنين من “المشرفين” رفيعي المستوى – وهما إداريان متطوعان يتمتعان بامتياز الوصول إلى ويكيبيديا، بما في ذلك القدرة على تحرير الصفحات المحمية بالكامل – رفضا التعاون لذلك تعرضا للاعتقال والسجن منذ سبتمبر/أيلول 2020.
قال داون وسميكس إن الاعتقالات كانت على ما يبدو جزءًا من “حملة على مسؤولي ويكيبيديا في البلاد”، وذكروا أن الشخصين المسجونين وهما أسامة خالد وزياد السفياني.
من جانبه قال عبد الله العودة، مدير أبحاث الخليج في داون، إن خالد حُكم عليه بالسجن 32 عامًا وحُكم على سفياني بالسجن ثماني سنوات.
وأوضح العودة لوكالة فرانس برس أن “اعتقال أسامة خالد وزياد السفياني من جهة، واختراق السعودية لويكيبيديا من جهة أخرى، يظهران جانبا مرعبا من كيف تريد الحكومة السعودية السيطرة على الرواية وويكيبيديا”.
في الشهر الماضي، حكمت محكمة في سان فرانسيسكو على الموظف السابق في تويتر أحمد أبو عمو بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بتهمة ارتكاب جرائم من بينها كونه عميلا غير قانوني لحكومة أجنبية (السعودية).
اتهم المدعون أبو عمو وزميله في تويتر علي الزبارة، المطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي، بتجنيد المسؤولين السعوديين بين أواخر 2014 وأوائل 2015 للحصول على معلومات خاصة عن الحسابات التي كانت تنتقد النظام السعودي.