الغسيل الرياضي- صفقة شراكة بين ATP Tour العالمية وصندوق الاستثمار السعودي
أعلنت جولة اتحاد لاعبي التنس المحترفين ATP Tour عن شراكة استراتيجية متعددة السنوات مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، في خطوة جديدة ضمن سلسلة الغسيل الرياضي التي بدأها النظام السعودي قبل سنوات للتغطية على جرائمه وانتهاكاته ضد حقوق الإنسان.
تم الإعلان عن التحالف يوم الأربعاء من قبل رابطة محترفي التنس (ATP)، وهي الهيئة الإدارية لتنس الرجال والتي تنظم بطولة ATPالشهيرة، وهي جولة عالمية رفيعة المستوى لتنس الرجال.
وفقًا للبيان، من المقرر أن يكون صندوق الثروة السعودية هو الراعي الرسمي لتصنيفات الرجال، وسيتعاون أيضًا مع بطولات اتحاد لاعبي التنس المحترفين في مواقع مثل إنديان ويلز، ونهائيات اتحاد لاعبي التنس المحترفين في تورينو، ونهائيات الجيل التالي من اتحاد لاعبي التنس المحترفين، التي ستقام في جدة، المملكة العربية السعودية.
وقال ماسيمو كالفيلي الرئيس التنفيذي لاتحاد لاعبي التنس المحترفين في بيان: “شراكتنا الإستراتيجية مع صندوق الاستثمارات العامة تمثل لحظة مهمة للتنس… إنه التزام مشترك لدفع مستقبل الرياضة. ومع تفاني صندوق الاستثمارات العامة للجيل القادم، وتعزيز الابتكار وخلق الفرص للجميع. فإن الساحة تستعد لمرحلة جديدة من التقدم”.
ومن المقرر أن تنظم المملكة العربية السعودية في أكتوبر/تشرين الأول حدثًا استعراضيًا للتنس سيضم نوفاك ديوكوفيتش ورافائيل نادال وثلاثة فائزين آخرين ببطولات جراند سلام.
هذه الشراكة كغيرها واجهت العديد من الانتقادات الحقوقية بسبب استغلال النظام السعودي للرياضة من أجل تلميع سمعته الملطخة بانتهاك حقوق الإنسان داخل وخارج المملكة، إذ يفرض النظام قيودًا كبيرة على حرية الرأي والتعبير، ولا يتسامح مع أي شكل من أشكال المعارضة، ويلاحق المعارضين السياسيين والنشطاء المنفيين في الخارج، مع اتباع سياسات تعسفية ضد عائلاتهم داخل المملكة.
كما انخرط النظام السعودية في حرب مدمرة في اليمن منذ 2015 بحجة القضاء على الحوثيين، لكنه بدلًا من ذلك تسبب في أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ الحديث، وحول اليمن إلى أفقر بلد في العالم، مخلفًا مئات الآلاف من القتلى المدنيين، وملايين النازحين.
في السنوات الأخيرة، ضخت المملكة العربية السعودية ملايين الدولارات في الرياضة بمختلف مجالاتها، واستثمرت في كرة القدم، والفورمولا 1، والملاكمة، والجولف، والتنس، إذ اندمجت سلسلة LIV Golf الممولة من صندوق الاستثمار العام مع جولة PGA العريقة والمرموقة في أواخر 2023.
كما توجه منظمات حقوق الإنسان باستمرار إدانات للنظام السعودي بسبب تعامله مع النشطاء والمعارضين، وتعريض الكثير منهم للتعذيب، سواء كانوا رجال أو نساء أو أطفال.
وفي عام 2021، أظهرت البيانات التي نشرتها مبادرة قياس حقوق الإنسان أن الرياض كانت واحدة من أكثر الدول قمعًا ووحشية في العالم، بسبب الحظر الذي فرضته الحكومة على الاحتجاجات والمظاهرات السلمية، والقيود المفروضة على حرية التعبير ومنظمات المجتمع المدني، وعدم قدرة المواطنين على التصويت أو المشاركة في الحياة العامة.