تقارير

المال السعودي: رحلة بنزيما وميسي وكانتي إلى الهاوية

بدأ الأمر بشكل واضح حين تمكن كونسورتيوم سعودي من الاستيلاء على نادي نيوكاسل يونايتد، كانت هذه هي أولى خطوات النظام السعودي في عمليات “الغسيل الرياضي” التي يمارسها الآن بقوة للتغطية على جرائمه وانتهاكاته ضد حقوق الإنسان.

بالرغم من الانتقادات واسعة النطاق من الجماعات الحقوقية وبعض المشرعين وكبار السياسيين، ضعف المسؤولين في المجالات الرياضية المختلفة أمام المال السعودي وتوالت الصفقات الكبرى بملايين الدولارات للحصول على حق استضافة، أو تنظيم فعالية، أو بطولة ما، أو شراء مؤسسة رياضية، ومؤخرًا، بدأت المملكة الخليجية في استقطاب كبار نجوم الكرة في العالم للعب في الدوري السعودي مقابل مئات الملايين من الدولارات.

صفقة نيوكاسل يونايتد كانت بمثابة جس نبض لمدى فعالية تكتيك “الغسيل الرياضي”، لم تتوقف الانتقادات لكن السعودية بشكل أو بآخر كانت تتمكن من التأثير على جماهير لعبة ما عن طريق تعزيز الفريق بالمال اللازم لحصد البطولات.

مع نهاية كأس العالم الماضي، كانت مفاجأة كبرى وصادمة لكثير من جماهير كرة القدم، كريستيانو رونالدو بقميص فريق سعودي مقابل مئات الملايين لموسمين، لم يستمع رونالدو إلى الدعوات التي طالبته بعدم التعاون مع النظام السعودي كون ذلك يُعد بمثابة الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات، وعلى خطى رونالدو سار بنزيمة وكانتي، وحسب مصادر سعودية، انتقال ميسي أيضًا مسألة وقت.

في مؤتمر صحفي كبير أعلن كريم بنزيمة، اللاعب الفرنسي ومهاجم فريق ريال مدريد الإسباني توقيعه لنادي اتحاد جدة السعودي مقابل 86 مليون جنيه إسترليني (107 ملايين دولار) في الموسم الواحد حتى عام 2026، بالإضافة إلى منزل خاص وامتيازات مالية ولوجستية أخرى، فضلًا عن إعفائه من الضرائب.

السعودية تخطط لاستغلال بنزيمة أيضًا للترويج لاستضافة كأس العالم 2030 في السعودية، لينضم بذلك إلى ميسي ورونالدو الذين وقعوا صفقات ليكونوا سفراء ملف المملكة، وبالطبع هذا الدور منفصل عن كونهم لاعبون في الدوري السعودي وله حساباته المالية الخاصة، وحسب مصادر مؤكدة، فإن صندوق الاستثمارات السعودي هو الذي يتكفل برواتب هؤلاء اللاعبين العالميين في أنديتهم، وهو الذي يدفع قيمة صفقات سفراء المملكة.

المال السعودي: رحلة بنزيما وميسي وكانتي إلى الهاويةلا ينطبق على الاتحاد السعودي لكرة القدم أو غيره من الاتحادات الرياضية في المملكة أي قاعدة من قواعد اللعب النظيف الواجب توافرها للمنافسة العالمية، مع ذلك، وبقوة المال تمكنت المملكة تحت إشراف محمد بن سلمان من تحدي أي قواعد وقوانين وفرض نفسها على الساحة العالمية الرياضية دون أي اعتبار لحقوق الإنسان أو آلام الضحايا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى