تغليظ الأحكام الصادرة ضد عائلة الشيخ سفر الحوالي قرار مسيس
تدين منظمة “معًا من أجل العدالة” القرار الجائر والمسيس الذي اتخذته محكمة الاستئناف السعودية في وقت سابق من هذا الأسبوع والقاضي بتغليط أحكام الإدانة الصادرة ضد أبناء الشيخ المعتقل سفر الحوالي الثلاثة وشقيقه، مؤكدة عدم وجود أسس قانونية لإصدار هذه الأحكام من الأساس.
وحسب مصادر موثوقة، غلظت المحكمة الحكم الصادر ضد عبد الرحمن الحوالي من 7 إلى 17 سنة، وضد عبد الله من 6 إلى 16 سنة، وعبد الرحيم من 6 إلى 15 سنة، فيما تم تغليظ الحكم الصادر ضد سعد الله الحوالي شقيق الشيخ سفر الحوالي من 4 سنوات إلى 14 سنة.
أحكام الإدانة الأولية صدرت الصيف الماضي رغم كافة المناشدات الحقوقية بالإفراج الصحي غير المشروط عن الشيخ سفر الحوالي وأبنائه المعتقلين في السجون السعودية بسبب أوضاعهم الصحية المتدهورة، فضلًا عن اعتقالهم بصورة تعسفية ودون سند قانوني منذ البداية، في حين لا يزال الموقف القانوني لوالدهم غير معلوم.
لم تعلن السلطات عن التهمة الموجهة إليهم بصورة رسمية، لكن الاعتقال جاء بعد قيام الشيخ سفر الحوالي بتأليف كتاب عنوانه “المسلمون والحضارة الغربية” انتقد فيه التكاليف الباهظة التي أنفقتها المملكة على مراسم استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض في أول زيارة له للسعودية، حيث تم إنفاق ملايين الدولارات على تلك المراسم بالإضافة إلى الهدايا.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الجلسة الأولى التي كانت بتاريخ 20 يونيو/حزيران 2021 اُجلت لمدة أسبوع بحجة عدم حضور القاضي، ليتم تأجيل الجلسة الثانية -التي كانت بعد الأولى بأقل من أسبوع- بحجة عدم حضور المتهمين، وهو ما يؤكد استهتار السلطات بحقوق المعتقلين وتسخيرها القانون لخدمة أهواء المسؤولين الشخصية.
وكان أبناء الشيخ قد اعتقلوا جميعًا يوم اعتقاله في يوليو/تموز 2018، إذ اعتقل عبد الله وعبد الرحمن أثناء تواجدهم في حفل زفاف أحد أقاربهم في منطقة الباحة وذلك بعد اقتحام الحفل واعتقالهم بصورة غير قانونية، وبعد ساعات من اعتقالهما اعتقل والدهما الشيخ سفر الحوالي من منزله في قرية الحوالة -جنوب غرب السعودية- هو ونجله إبراهيم بعد تفتيش المنزل وترويع سكانه ومصادرة هواتفهم النقالة وحواسيبهم دون إبراز أي إذن قضائي، ثم اقتيدت العائلة إلى مكان مجهول وظلوا رهن الاختفاء القسري -دون معرفة أخبارهم- لمدة جاوزت الثلاث أشهر.
مما يجدر الإشارة إليه أن عبد الله الحوالي يعاني من وضع صحي خاص إذ يمتلك كلية واحدة فقط -حالياً- بعد قيامه بالتبرع بكليته لوالده قبل الاعتقال بعدة أشهر، ما يعني أنه يلزمه نظام غذائي وصحي خاص، مع ظروف معيشية وبيئية نظيفة ومريحة كي لا يُصاب بأي مضاعفات، لكن هذه الأوضاع لا تتوافر داخل مقار الاحتجاز السعودية سيئة السمعة لا سيما عندما يتعلق الأمر بالمعتقلين السياسيين.
ويعاني الشيخ سفر الحوالي أيضًا من أوضاع صحية حرجة، حيث كان يعاني من كسر بالحوض وسبق وأُصيب بجلطة دماغية، بالإضافة إلى الأمراض التي تعاني منها كليته والتي بسببها قام نجله عبد الله بالتبرع له بإحدى كليتيه.
انتهاكات بالجملة تعرضت إليها عائلة الحوالي، بدء من الاعتقال المُهين والاختفاء القسري، وعدم العرض على جهة قضائية لأكثر من سنة، ثم عقد جلسات محاكمة سرية لهم دون تمكينهم من اللقاء بمحامي أو توكيل من يدافع عنهم، فضلاً عن الحرمان من التواصل مع العالم الخارجي والتعنت في الزيارات والتواصل مع الأهل.
إن ما يتعرض له سفر الحوالي وأبنائه هو مثال واضح على سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها السلطات السعودية في التعامل مع المعارضين وأصحاب الآراء المختلفة عنها، حيث يتم التضييق عليهم والتنكيل بهم وأخذهم رهائن للضغط على ذويهم المعارضين بالتراجع عن مواقفهم والتخلي عن حقهم المشروع في التعبير السلمي عن الرأي.
وبحسب مصادر مقربة، حُرم الحوالي من الرعاية الصحية منذ اللحظات الأولى لاعتقاله، ومن الجدير بالذكر فإن السلطات السعودية ورغم كافة المطالبات والمناشدات لا زالت تفرض تعتيماً على أوضاع اعتقاله مثله مثل عشرات المعتقلين السياسيين الذين يعانون من أوضاع احتجاز غير آدمية ومعاملة مهينة وتعذيب مستمر.
إننا في منظمة “معاً من أجل العدالة” نؤكد تمسكنا بمطالبنا بضرورة الإفراج الفوري عن عائلة الشيخ سفر الحوالي وأفراد عائلته لما يشكله الاعتقال من خطر داهم على حياتهم، كما نطالب بالإفراج غير المشروط عن كافة معتقلي الرأي الذين لا جريمة لهم سوى المعارضة السلمية التي لا تهدف إلا لمصلحة وتقدم البلاد.