خلافات إماراتية سعودية حول التعامل مع اغتيال خاشقجي

لا تزال قضية اغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في قنصلية بلاده بإسطنبول على يد رجال محمد بن سلمان، محلا لتفاعل دولي وحقوقي كبير، بل بمررر الوقت تظهر العديد من الحقائق التي تثبت مدى إجرام النظام السعودي وعلى رأسه بن سلمان.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية أمس الخميس، ملفا خاصا يتحدث عن الخلافات الإماراتية السعودية، بسبب اغتيال خاشقجي.

وتضمنت الوثائق تقريرا بعنوان “سرّي للغاية”، كتبه مستشار الأمن الوطني الإماراتي “طحنون بن زايد” إلى وزير الخارجية الإماراتي “عبدالله بن زايد”، أكد فيه غضب السعودية من الطريقة التي تعاملت بها الإمارات مع أزمة “خاشقجي”، لأنها كانت تتوقع أن يقفا إلى جانبها بقوة.
وأضاف تقرير “طحنون بن زايد” تنامي حالة استياء نخبوي سعودي من الإمارات، موضحا أنه: “لوحظ تنامي مشاعر استياء من قبل نخب سياسية وأمنية وثقافية سعودية ضد الإمارات (خاصة أبوظبي)، وانتشر القول في المجالس الخاصة وداخل مكاتب موظفي الدولة بأنها هي من ورّطت ولي العهد السعودي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ليتحول إلى شخص مندفع، ويخرج عن تقاليد المدرسة التقليدية السعودية القائمة على الصبر والتحمّل والحلم”.

وتظهر الوثائق “حجم التوغل الإماراتي داخل الأوساط الحاكمة في السعودية، وقدرة فريقها على استخلاص المعلومات، ما يشير إلى القدرة على بناء شبكة علاقات قوية، أو رغبة المعارضين لابن سلمان في إيصال صوتهم إلى خارج أسوار الرياض، ولو عن طريق أبوظبي”.
وفي هذا الصدد لم تواجه السعودية في تاريخها الحديث أزمة بحجم الأزمة المترتبة على اغتيال خاشقجي. وحتى أزمة مؤامرة اغتيال عبد الناصر، في 1958، وكشف دور الملك سعود فيها لم تكن بهذا الحجم. فخطة اغتيال عبد الناصر لم تنجح، والرئيس المصري، آنذاك، لم يكن ينظر إليه بإيجابية في الدوائر الغربية. ولم يكن لوسائل الاتصال آنذاك من الأثر ما تمارسه اليوم. وليس ثمة شك أن عملية اغتيال خاشقجي، والكشف عنها، أضر كثيرًا بموقف السعودية الأخلاقي، وأوقع بها خسائر سياسية ملموسة.

وقتل خاشقجي في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي.
اقرأ أيضًا: كارثة وشيكة تنتظر بن سلمان في ملف خاشقجي
تعليق واحد