شيرين أبو عاقلة: طالما أن الجناة من الحلفاء… ستظل العدالة غائبة

اليوم، 11 مايو/أيار 2023، يصادف الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الصحفية الفلسطينية الباسلة شيرين أبو عاقلة على يد الاحتلال الإسرائيلي الذي قتلها عمدًا وبلا رحمة أثناء تأديتها واجبها المهني وتغطيتها أحداث العدوان الإسرائيلي على جنين آنذاك.
مر عام، ورغم المطالبات المتكررة، من عائلتها وزملائها في قناة الجزيرة والمنظمات الحقوقية البارزة، بمحاسبة الجناة وإحالة المتورطين في عملية الاغتيال البشعة للمساءلة القانونية، لم تتحقق العدالة بعد، ولا تزال شيرين، مثلها مثل الضحايا الفلسطينيين، وضحايا الأنظمة المستبدة حول العالم، شاهد على نفاق المجتمع الدولية وازدواجية معاييره.
شيرين أبو عاقلة مواطنة فلسطينية أمريكية، لكن ذلك لم يكن كافيًا بالنسبة لإدارة بايدن للتحرك والدفاع عن حقوقها والانتصاف لها، لقد تجاهلت إدارة بايدن المسألة واكتفت ببيانات إدانة حتى لم تحدد فيها الجاني الحقيقي، وتبنت في البداية الرواية الإسرائيلية بأن القتلة من الفلسطينيين، وحين انكشفت الحقيقة بأن الرصاصة التي قتلت شيرين كانت إسرائيلية التزم البيت الأبيض الصمت.
بعد ضغوط من الكونغرس فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI تحقيقًا صوريًا في الواقعة، لم يسفر عن شيء حتى الآن، وكان واضحًا للجميع مساع الإدارة الأمريكية لعرقلة تقدم التحقيق.
ما حدث مع شيرين أبو عاقلة من قبل الإدارة الأمريكية أمرًا ليس بجديد عليها، موقفها المخز لا يختلف كثيرًا عن موقفها فيما يتعلق بقضية اغتيال خاشقجي، وببقية ضحايا حقوق الإنسان طالما أن الجناة من حلفاء الولايات المتحدة، إسرائيل حليف بارز، والسعودية كذلك، لذلك لا تزال العدالة غائبة.
حين ترشح بايدن لرئاسة الولايات المتحدة، تعهد بأن يجعل من حقوق الإنسان أولوية قصوى على رأس أجندة علاقاته الخارجية، لكن ما حدث هو العكس تمامًا، في كل محفل دولي يتفاخر بتعزيز العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، كما تنازل عن كافة وعوده بمحاسبة بن سلمان على اغتيال خاشقجي وبقية انتهاكاته في اليمن، بل يحاول الآن أن يكسب ولي العهد السعودي كصديق.
بكل أسف، طالما أن الجناة من الحلفاء، ستظل العدالة غائبة، ولن يجد الضحايا أي منفذ للانتصاف، طالما أن الأنظمة الدولية تتمتع بهذا القدر العالي من النفاق وازدواجية المعايير، وطالما أن المصالح الاقتصادية والسياسية أهم من حقوق الإنسان وكرامته، بل وحياته، سيظل الجناة مفلتون من العقاب.