عصام العويد- رغم وسطيته.. سجنه النظام السعودي واتهمه بالإرهاب
“شرحت نفسي في كتبي”… بهذه الكلمات الأربع يعرّف الداعية السعودية المعتقل لدى السلطات السعودية عصام العويد نفسه على حسابه الخاص على تويتر.
ولد عصام العويد في الرس بالقصيم عام 1971 ميلاديا، وعرف منذ ظهوره في أوساط الدعاة بتأثيره الكبير في الشباب الخليجي، كما عرف بهجومه القوي على تنظيم داعش، وكان من المؤيدين لثورات الشباب العربي، إلى جانب عمله في الدعوة، كان نشط في حملات الإغاثة الإنسانية داخل وخارج المملكة من خلال جمعية الإعمار الخيرية المرخصة والخاضعة للقوانين السعودية.
له مؤلفات فقهية وفي التفسير واللغة، وعمل محاضرا في جامعة الإمام بالرياض وكان خطيبًا بأحد مساجد العاصمة، ورغم هذا التاريخ الحافل بالإنجازات، قام النظام السعودي، وبصورة غير مبررة، في آخر فبراير من العام 2017 باعتقاله متهماً إياه بتمويل الجماعات الإرهابية، والتنظيمات المتشددة خارج المملكة السعودية وداخلها، لكن حقوقيين أوعزوا سبب اعتقاله إلى انتقاده لهيئة الترفيه التي استحدثها محمد بن سلمان بعد توليه ولاية العهد.
وقال نشطاء حقوقيون إن العويد قد أخبرته السلطات حال اعتقاله بأنه سوف يخضع للتحقيق خلال ساعات معدودة بسبب بعض تغريدات كتبها على صفحته الخاصة على تويتر، وأنه سيفرج عنها بعد ذلك مباشرة، وقد أعلمت السلطات والده المحامي صالح العويد بهذا، لكنهم فوجئوا بخبر اعتقاله في الصحف والقنوات بتهمة الإرهاب وتمويل جماعات متشددة.
حكم نهائي
بعد مرور عامين ونصف على اعتقال الداعية عصام العويد أصدرت محكمة الإرهاب – الجزائية المتخصصة حكمها عليه بالسجن أربع سنوات بعدما وجهت له نفس التهم التي تداولتها الصحف الإعلامية السعودية، والتي رفضها محامون وحقوقيون سعوديون، ولم تصدر المحكمة أية تفاصيل حول الحكم، كما أن جلسات المحاكمة قد تمت سرا وفي ظل غياب المحامين.
في السياق ذاته قال حساب معتقلي الرأي على تويتر إن السلطات السعودية قد أطلقت سراح كل الموقوفين مع العويد وهم صحفيتان وكاتب سعودي، وهم: الصحفية مها الرفيدي، والصحفية زانة الشهري، والكاتب عبد المجيد سعود، وقد أعلنت السلطات السعودية في الرياض أنها أفرجت عنهم بعد انتهاء التحقيقات معهم، وأبقت على العويد بتهم باطلة حتى صدر الحكم عليه.
من جهتها، طالبت منظمة معا من أجل العدالة بالإفراج الفوري عن العويد، لاسيما وأنه غير مدرج على قضايا أخرى من أن انتهت مدة حسبه عن التهم التي حوكم عليها بعد اعتقاله عام 2017، كما طالبت المنظمة السلطات السعودية بالكشف عن مصيره ومكان سجنه، وتمكينه من الاتصال بأهله والتواصل معهم بعد 5 سنوات من السجن.
وكانت سلطات المملكة العربية السعودية قد شنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف معارضين ورجال دين وصحفيين وكتاب ونشطاء كثر من الشباب رجالا ونساء بعد تولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد أن استحدث جهاز أمن الدولة التابع مباشرة له، واستخدمه للبطش بكل النشطاء الفاعلين في العمل المجتمعي والديني في المملكة، وقد تم تعذيب الكثير منهم وإخفائهم ومنع الزيارة عنهم، بالإضافة إلى الإهمال المتعمد في العناية بهم وعلاجهم، وهو ما عرض بعضهم للموت في السجن وآخرين لوضع صحي مترد.
اقرأ المزيد : إدارة بايدن تطالب بن سلمان بوقف الانتهاكات والإفراج عن المعتقلين
تعليق واحد