
انتهاكات صارخة يتعرض لها المعتقلون في السجون السعودية، على اختلاف توجهاتهم ومناهجهم وأيديولوجياتهم، من بين أولئك المعتقلين الداعية الإسلامي الشيخ عوض القرني.
عوض القرني عالم وداعية سعودية من مواليد منطقة عسير، عام 1957 ميلاديا، نشأ كأغلب الدعاة في المملكة نشأة دينية ساعدته على التميز العلمي والفكري، حتى أنهى تعليمه ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في علم أصول الفقه، وعمل أستاذا بجامعة الإمام محمد بن سعود فرع أبها، والتي يطلق عليها الآن جامعة الملك خالد، ولتميزه حصل على العديد من العضويات الشرفية من عدة جامعات إسلامية، كما برع في مجال الدعوة الإسلامية، حتى بات ضيفا دائما على العديد من القنوات الفضائية المحلية والإقليمية، كما نشط على موقع تويتر عبر حسابه الرسمي، بالإضافة إلى تميزه في مجال البرمجة اللغوية العصبية، ما أهله لأن يصبح رئيس الاتحاد السعودي للبرمجة اللغوية العصبية، وعضو الاتحاد العالمي لهذا المجال.
قامت السلطات السعودية باعتقاله لتهم عدة لم تقدم عليها أدلة دامغة، من بين تلك التهم التي نسبت إليه، تهمة غسيل الأموال بسبب موقفه من دعم المقاومة في فلسطين، وحث الناس على دعمهم، وقد حدث ذلك بالتواطؤ بين الحكومتين المصرية والسعودية، ومنع الشيخ على إثر تلك التهمة من دخول مصر، بعدما اتهمته السلطات المصرية بجمع التبرعات من أجل المحاصرين في غزة، وتمويل تنظيم محظور تقصد السلطات تنظيم الإخوان المسلمين.
في العام 2017 ومع أزمة حصار قطر قامت السلطات السعودية باعتقال الشيخ بالتزامن مع اعتقال الشيخ سلمان العودة، بنفس التهم القديمة التي قد تم تبرئته منها، بالإضافة إلى تهمة جديدة إرضاء لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وهي التعاطف مع دولة قطر، بعد فرض السعودية ومصر والبحرين والإمارات الحصار عليها برا وجوا وبحرا، وقد تم اقتياد الشيخ وقتها إلى سجن المباحث العامة في شعار الواقعة شمال مدينة أبها التابعة لمنطقة القصيم
خلال فترة اعتقاله تعرض كغيره من المئات الذين يقبعون في السجون السعودية إلى انتهاكات متعمدة وممنهجة بحقه، وهو ما أبرزه حساب معتقلي الرأي على تويتر، واستنكرته منظمات حقوقية عدة، من بينها منظمة “معا من أجل العدالة”، التي بدورها دعت إلى الكشف عما يتعرض له المعتقلون في السجون السعودية وفتح تحقيقات في تلك الانتهاكات للحد منها، خاصة بعدما أعلن حساب معتقلي الرأي بأن الشيخ عوض القرني قد تعرض لعملية تسمم متعمدة من قبل السلطات السعودية، أودت بحالته الصحية إلى انتكاسة خطيرة، بعدما قامت السلطات بإعطائه جرعة دواء خطأ بعدما تم نقله إلى سجن الحائر.
القتل تعزيراً
كغيره من السجناء الذين يعرضون على محاكم مختصة قد شكلها النظام السعودي لمحاكمة من يرون أنهم في كفة المعارضين له، أو على الأقل في كفة غير المسبحين بحمده والمتفاخرين بإنجازاته، طالبت النيابة العامة المحكمة الجزائية بتنفيذ حد القتل تعزيرا بحق الشيخ القرني إضافة إلى العودة والعمري، بسبب التهم السابقة، والتي لم تقدم النيابة أية أدلة على صحتها وفقا للمنظمات الحقوقية وأهالي المعتقلين.
وتدعو منظمة “معا من أجل العدالة” كافة الحقوقيين والمختصين في الدفاع عن الإنسانية وحقوق الإنسان العمل من أجل إيقاف ما يمارس بحق المعتقلين في سجون السعودية، حيث يتعرضون إلى الكثير من الانتهاكات الخطيرة، ومنها التعذيب الشديد لإجبارهم على الاعتراف بجرائم يريد النظام إلصاقها بهم، لمجرد أنه لا يرضى عن مواقفهم وحركتهم داخل المجتمع.
2 تعليقات