فاطمة الشواربي: حكم بالسجن 30 عامًا بسبب تغريدات على تويتر!
ترجمة عن موقع Middle East Eye
في تدهور جديد لواقع حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، كشفت مصادر مطلعة عن صدور حكمًا بالسجن لمدة 30 عامًا على الناشطة السعودية فاطمة الشواربي بتهمة إدارة حساب مجهول على تويتر يدافع عن حقوق الإنسان والحريات المختلفة في البلاد.
فاطمة الشواربي، سعودية من محافظة الإحساء لم تتجاوز الثلاثين عامًا من عمرها بعد، صدر الحكم بسجنها لمدة 30 عامًا مع حرمان من السفر لمدة مماثلة بعد الإفراج عنها، بعد محاكمة جائرة وسرية افتقرت لأدنى معايير العدالة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة خلال جلسة استئناف.
حسبما وُرد، أدارت الشورابي حسابًا على تويتر تحت هوية مجهولة استخدمته للتغريد ضد قمع الحريات، ولتسليط الضوء على محنة أفراد قبيلة الحويطات بسبب مشروع نيوم، وكذلك للفت الانتباه إلى معاناة المعتقلين السعوديين، والمطالبة بمزيد من الحقوق للمرأة السعودية، بالإضافة إلى المطالبة بملكية دستورية.
وفقًا لمصادر مقربة، اعتقل الشواربي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وعلى الأرجح حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة عليها في وقت سابق من هذا العام.
وفي مارس / آذار، قالت المصادر نفسها إنها شاركت في إضراب عن الطعام مع سلمى الشهاب المرشحة للدكتوراه في جامعة ليدز وست نساء أخريات، احتجاجًا على سجنهن والمطالبة بالإفراج الفوري عنهن.
في سياق متصل، علقت لينا الهذلول، الباحثة في منظمة القسط، إنه “قد حان الوقت لأن يتحدث العالم نيابة عن معتقلي الرأي السعوديين ويحث على إطلاق سراحهم على الفور ودون قيد أو شرط”.
مضاعفة القمع
تُعد حالة الشواربي هي الأحدث ضمن قائمة طويلة ضمت معتقلي رأي ونشطاء حكم عليهم بالسجن لفترات طويلة بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأت السلطات السعودية في ممارسة هذا النهج في أغسطس/آب الماضي حين صدر حُكمًا ضد سلمى الشهاب بالسجن 34 عامًا وحظر سفر لمدة 34 عامًا، وقد خُفف هذا الحكم لاحقًا إلى 27 عامًا، وكانت تهمتها إعادة تغريدها دعماً لحق المرأة في القيادة والمطالبة بالإفراج عن الناشطات، بما في ذلك لجين الهذلول.
نورة القحطاني، وهي أم لخمسة أطفال، حُكم عليها بعد أسبوع من حكم سلمى الشهاب بالسجن 45 عامًا بسبب تغريدات مماثلة من حسابات مجهولة.
كما حُكم أيضًا على مواطن سعودي أمريكي، وهو سعد الماضي الذي واجه حكمًا بالسجن لمدة 16 عامًا بسبب تغريداته، ثم غلظته محكمة الاستئناف إلى 19 عامًا قبل الإفراج عنه في مارس/آذار بضغط من الإدارة الأمريكية، ومع ذلك، لا يزال حظر السفر ساري المفعول لمدة 16 عامًا.
عبد الله جيلان، خريج جامعي كان يحلم بأن يصبح معلمًا صحيًا في حكومة السعودية، حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، بالإضافة إلى حظر سفر لمدة 10 سنوات، بسبب تغريدات مجهولة ركزت بشكل كبير على البطالة.
ولا يزال سعوديون آخرون يواجهون تهماً جنائية بسبب نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك مؤخرًا شقيقات وشخصيات معروفة على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل مناهل العتيبي وفوز العتيبي.
وحسب ملفات الاتهام التي اطلعت عليها المنظمات الحقوقية المختلفة، وجهت المحكمة لمناهل وفوز تهم بخرق قانون الجرائم الإلكترونية في المملكة بسبب تغريدات حول قضايا نسوية، بما في ذلك الدعوة إلى إنهاء قواعد الوصاية القمعية في المملكة وحث السلطات على إغلاق الملاجئ التي تديرها الدولة حيث توجد النساء.
اعتقلت مناهل (29 عامًا) في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فيما تمكنت فوز من الفرار خارج المملكة إلى مكان مجهول حتى اللحظة.
قال فلاح سيد، مسؤول حقوق الإنسان في مجموعة MENA لحقوق الإنسان ومقرها جنيف، إن قضية الأختين هي مثال آخر على نمط ناشئ من النشطاء السعوديين الذين يُسجنون “لمجرد التغريد”.
بالإضافة إلى أحكام الشهاب والقحطاني، أشار السيد أيضًا إلى لينا الشريف، طبيبة تعمل في الرياض اختفت قسريًا في مايو/أيار 2021.
الشريف هي واحدة من 14 سعوديًا على الأقل – أحدهم جيلان – تم القبض عليهم في مايو/أيار ويونيو/حزيران 2021 من قبل القوات الخاصة التي تقدم تقاريرها مباشرة إلى الديوان الملكي بشأن نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت.
أخبر محاموهم وأنصارهم موقع Middle East Eye من قبل أنهم يعتقدون أن كثيرين آخرين ربما تم اعتقالهم خلال نفس الفترة، ولكن لأنهم كانوا يستخدمون أسماء مستعارة وقد يخشى أصدقاؤهم وعائلاتهم من الانتقام إذا تحدثوا علانية، لذلك لا يمكن تحديد العدد الدقيق للمختفين في تلك الفترة.
بعد شهرين من الاختفاء القسري، تبين أن الشريف محتجزة في سجن الحائر بالقرب من العاصمة، لكن التفاصيل حول وضعها القانوني ووضع “محتجزي مايو” الآخرين تظل غامضة.