قمة المناخ27: مرة أخرى قادة الدول يديرون ظهورهم لضحايا حقوق الإنسان

تنطلق اليوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 أولى فعاليات مؤتمر قمة المناخ cop27 التابع للأمم المتحدة، الذي يُعقد في شرم الشيخ في مصر ومن المقرر أن تستمر القمة حتى 18 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
رُغم كافة المناشدات الحقوقية لقادة الدول بعدم مساعدة النظام المصري في تعزيز صورته وتلميعها، واحترام آلام الضحايا واتخاذ موقف أخلاقي بمقاطعة القمة في مصر أو على الأقل الحصول على ضمانات تحسين أوضاع حقوق الإنسان في مصر قبل المشاركة فيها، تجاهلت الحكومات المختلفة هذه الدعوات وأعلن نحو 120 من قادة وزعماء الدول المشاركة في المؤتمر.
اختار النظام المصري تنظيم المؤتمر في أفضل مناطق البلاد من حيث التنظيم العمراني والمناظر الخلابة والهدوء والتنظيم كي لا يرى العالم الوجه الآخر للنظام من خلال معاناة الشعب في المدن الحيوية والعاصمة، لكن المفارقة أن ذات المدينة النموذجية التي اختارها النظام للقمة تبعد بضع كيلومترات شمال سيناء، حيث نفذ النظام المصري أبشع المجازر ضد المدنيين وطردهم قسريًا من منازلهم التي هدمها دون توفير مأوى بديل لهم.
على الجانب الآخر من ساحل شرم الشيخ توجد أيضًا مدينة نيوم الساحلية، مشروع ولي العهد الضخم، والذي في سبيل إقامته طغى على أبناء شعبه المنتمين لقبيلة الحويطات، ونفذ قرارات إخلاء قسرية لهم من منازلهم كي يُفسح المجال أمام بناء المدينة، ونفذت السلطات عمليات اعتقالات واسعة النطاق بين أبناء القبيلة وحُكم على بعضهم بالإعدام، فضلًا عن قتل عبد الرحيم الحويطي بعد رفضه تنفيذ قرار الطرد.
إن مشاركة قادة دول العالم في مؤتمر المناخ في مصر تُعد إشارة واضحة على تفضيل المصالح الاقتصادية والتجارية على حقوق الإنسان، وموقف جديد يدير فيه المسؤولون الدوليون ظهورهم لضحايا الأنظمة القمعية الاستبدادية مثل النظام المصري الذي سيتعبر هذه القمة ضوء أخضر لارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات.