مقتل طفل فلسطيني في أمريكا يستلزم موقف دولي صارم

بأشد العبارات تدين منظمة “معًا من أجل العدالة” الجريمة الشنعاء التي روعت أمن المجتمع المسلم في ولاية شيكاغو بعد مقتل طفل أمريكي من أصول فلسطينية على يد جاره الأمريكي، وذلك بعد تأثر الأخير بخطاب الكراهية المتصاعد ضد العرب والمسلمين في الإعلام الأمريكي جراء الأحداث الأخيرة في غزة.
الأحد 15 أكتوبر/تشرين الأول شهد حادثة دموية في شيكاغو راح ضحيتها طفل بريء يبلغ من العمر 6 سنوات، إذ اقتحم رجل أمريكي (71 عامًا) منزل جيرانه الفلسطينيين واعتدى على الطفل ووالدته، وكان يصرخ بهستيرية قائلًا “أنتم أيها المسلمون يجب أن تموتوا!”، ثم قام بطعن الطفل 26 طعنة حتى الموت، وطعن والدته كذلك بأكثر من 12 طعنة لترقد الآن في العناية المركزة في المستشفى.
الجاني كان مالك المنزل الذي تقطنه العائلة الفلسطينية منذ عامين، وكانت علاقتهم جيدة ولم يحدث بينهم أي مشكلة تُذكر، لكن ومع تصاعد خطاب الكراهية والنبرة العنيفة في الإعلام الأمريكي وتصريحات الإدارة الأمريكية التحريضية خرج الرجل عن السيطرة واعتدى على جيرانه العرب المسلمين، وحسب ما وُرد فإن الاعتداء تم بآلة حادة من الأدوات العسكرية.
ما تعرضت له العائلة الفلسطينية كارثة بكل المقاييس، ونحذر من أن يكون بداية لسلسلة عنف وممارسات عنصرية متصاعدة تحاصر المجتمعات العربية والمسلمة في الغرب كتلك التي عانوا منها في أعقاب حادث 11 سبتمبر بسبب خطاب الكراهية ذاته.
ونشدد على ضرورة التزام المجتمع الدولي بواجباته الأخلاقية والتدخل العاجل لوضع حد لتصاعد خطاب الكراهية وضمان حماية المجتمعات العربية والمسلمة في الغرب.
العالم الغربي يتخذ الآن موقفًا متخاذلًا من أهالي قطاع غزة كما أن الإعلام الغربي تحول لآلة دعاية كاذبة تنشر ادعاءات وهمية يروج لها الإسرائيليون، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على العرب والمسلمين في المجتمعات الغربية.
الحكومات الغربية بهذه المواقف المتخاذلة، وهذه المعايير المزدوجة، سبق وشجعت الأنظمة الديكتاتورية في الوطن العربي على ارتكاب سلسلة من الجرائم البشعة ضد حقوق مواطنيها وانتهاك حقوق الإنسان وترسيخ قواعد القمع والاستبداد في التعامل مع الشعوب العربية، هي ذاتها الحكومات التي قدمت الدعم لهذه الأنظمة، من مال وسلاح ونفوذ دبلوماسي، وساعدته على سحق الحريات وإخراس أي معارضة، هي ذاتها الأساليب التي ضمنت للأنظمة المستبدة في الشرق الأوسط الإفلات من العقاب وعدم المساءلة عن أي جريمة، ليس جديدًا عليها نصر الظالم وسد جميع سبل الانتصاف أمام المظلوم، ولو حتى بالسماح له بالاستغاثة.
إننا نؤكد رفضنا التام لكل ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم وممارسات وحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، ولا سيما قطاع غزة، ونهيب بالدول العربية التدخل العاجل للضغط على حلفائها الغربيين لوضع حد للعدوان الإسرائيلي، كما نطالب السلطات المصرية بفتح معبر رفح وتقديم اللازم لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين والتصدي لجرائم الاحتلال.