نزاهة الفيفا على المحك بسبب علاقاتها المشبوهة مع النظام السعودي
تعرب منظمة “معاً من أجل العدالة” عن قلقها البالغ تجاه استمرار الفيفا في تعزيز علاقتها مع النظام السعودي، مسلطةً الضوء على الانتهاكات الأخلاقية الجسيمة، وانتهاكات حقوق الإنسان، والتوجه المتزايد المقلق المتمثل في “التبييض الرياضي” وهي سياسة تنتهجها الأنظمة القمعية للتغطية على انتهاكاتها وجرائمها ضد حقوق الإنسان.
تثير بطولة كأس العالم 2034 التي لا شك أن الفيفا ستمنح حق استضافتها للسعودية -كونها البلد الوحيد الذي تقدم بملف الاستضافة لتلك البطولة- تساؤلات جدية حول نزاهة الهيئات الرياضية الدولية ومسؤوليتها في الحفاظ على المعايير العالمية لحقوق الإنسان.
الفيفا: النزاهة في مهب الريح مقابل الأموال
تسلط الأحداث الأخيرة الضوء على نمط مقلق لاستعداد الفيفا لقبول الحوافز المالية من أجل تحسين صورة السعودية، متجاهلةً التزامها المعلن بحقوق الإنسان. التقرير الأخير لتقييم حقوق الإنسان، الذي أعده الفرع السعودي لشركة المحاماة “كلوفورد تشانس”، قد وُجِّهت إليه انتقادات شديدة من قبل منظمات حقوقية لكونه استبعد جوانب حاسمة مثل حرية التعبير، وحقوق المرأة، وحقوق العمال المهاجرين. تجاهل هذه الجوانب يضعف أي ادعاء بأن التقييم يعكس الواقع الحقيقي الذي تعاني فيه حرية الرأي بشكل واضح، ويشير بدلاً من ذلك إلى محاولة مقنعة لتحسين سمعة السعودية قبل تقديمها عرض استضافة كأس العالم لعام 2034.
وفي تضارب مقلق للمصالح، حصلت شركة “كلوفورد تشانس” على جائزة “أفضل شركة محاماة في السعودية لعام 2024″، مما يثير تساؤلات أخلاقية حول حيادية هذه التقييمات في ظل الحوافز المالية المتورطة، ويزيد كذلك من الاتهامات بأن دعم الفيفا للسعودية يفتقر للشفافية ويركز على المكاسب المالية على حساب النزاهة.
الرياضيون يطالبون بالتغيير، والفيفا تلتزم الصمت
تأكيداً للدعوات العالمية للعدالة، قامت لاعبات كرة القدم بمطالبة الفيفا مباشرة بقطع العلاقات مع السعودية، منددة بمعاملتها القمعية للنساء والمعارضين السياسيين والعمال المهاجرين. هذه الرسالة التي تدعو الفيفا لإنهاء تواطؤها مع انتهاكات السعودية لم تلق أي رد، مما يعكس تردد الفيفا في معالجة مخاوف حقوق الإنسان الجدية عندما تكون الأرباح على المحك.
انتهاكات حقوق العمال المهاجرين: تحذير مظلم
سجل الانتهاكات بحق العمال المهاجرين في السعودية موثق بشكل مقلق لدى كبرى المنظمات الحقوقية الدولية، حيث تسلط التقارير التي توضح المعاملة الوحشية للعمال الضوء على حالات استغلال خطيرة، وتقييد حركتهم، وتعرضهم لظروف عمل غير إنسانية. ويعد السجل السابق للعمالة القسرية والانتهاكات الجسيمة ضد العمال المهاجرين في السعودية بمثابة تحذير صارخ مما قد يحدث مع اقتراب البلاد من استضافة كأس العالم في عام 2034، حيث قد يجد مئات الآلاف من العمال أنفسهم محاصرين في ظروف استغلالية لبناء البنية التحتية المطلوبة للبطولة.
الغسيل الرياضي: سياسة وقحة للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان
استخدام السعودية لـ “الغسيل الرياضي” – توظيف الرياضة لتحويل الانتباه العالمي عن انتهاكاتها الداخلية – قد تصاعد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، خاصة بعد تعاون الفيفا لترسيخ هذه السياسة. الاستثمار المالي العميق للسعودية في عالم الرياضة، من شراء أندية كرة القدم إلى تأمين رعاية بارزة، يبرز اتجاهاً مقلقاً حيث يقبل شخصيات مؤثرة في الرياضة العالمية الأموال مقابل تأييد أنظمة استبدادية، تتعمد التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان لضمان الحصول على امتيازات مالية ودبلوماسية ضخمة.
إننا نؤكد أن علاقة الفيفا مع السعودية تجسد إخفاقاً صارخاً في الحفاظ على المعايير الأخلاقية، مما يشكك في ادعاءاتها بدعم مبادئ حقوق الإنسان الدولية.
أين احترام الفيفا لحقوق الإنسان؟
هذا الوضع يطرح تساؤلاً: كيف يمكن للفيفا، المنظمة التي تدعي الترويج للوحدة والاحترام، أن تستمر في شراكتها مع السعودية بينما تتجاهل السلطات السعودية بشكل صارخ الحقوق الأساسية للإنسان؟ تدعو منظمة “معاً من أجل العدالة” الفيفا إلى اتخاذ خطوات فورية لتعزيز الشفافية والمسؤولية الأخلاقية، والأهم من ذلك، احترام حقوق الإنسان العالمية في جميع تعاملاتها.
تقف “معاً من أجل العدالة” إلى جانب منظمات حقوق الإنسان، والرياضيين، والمدافعين في جميع أنحاء العالم، مطالبةً الفيفا بإعادة تقييم دعمها لعرض السعودية لاستضافة كأس العالم لعام 2034. ندعو الفيفا إلى إعطاء الأولوية لحقوق الإنسان على الأرباح، وإظهار موقف واضح ضد الغسيل الرياضي بقطع علاقاتها مع السعودية حتى تقوم البلاد بإجراء إصلاحات ملموسة وقابلة للتحقق.