صحافة عالميةصحافة عالمية

نيويورك تايمز: تم إطلاق سراح الأميرة بسمة… لكن لا يزال أفراد العائلة المالكة الآخرين محبوسين

ترجمة عن صحيفة نيويورك تايمز

أعلنت السلطات السعودية عن الإفراج عن الأميرة بسمة بنت سعود في وقت سابق من هذا الأسبوع، بعد اعتقال دام قرابة ثلاث سنوات دون الإفصاح عن أسباب الاعتقال أو الإفراج.

وعادت الأميرة بسمة بنت سعود إلى منزلها يوم الخميس مع ابنتها سهود الشريف التي كانت مسجونة معها، بحسب المستشار القانوني الخاص بالعائلة هنري إسترامانت.

لكن ما زال من غير الواضح ما إذا كان سيتم السماح لهما [الأميرة بسمة وابنتها] بالسفر إلى الخارج، وهي مسألة ملحة لأن الأميرة بسمة بحاجة إلى رعاية طبية غير متوفرة في المملكة العربية السعودية بسبب مرض في القلب، كما قال السيد إسترامانت.

كانت الأميرة بسمة من بين عدد من النشطاء السعوديين البارزين والمعارضين وأفراد العائلة المالكة الذين سُجنوا أو وضعوا قيد الإقامة الجبرية مع تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، والذي عزز قبضته على المملكة منذ تولي والده الملك سلمان العرش عام 2015.

شهد ملف حقوق الإنسان في السعودية تدهوراً ملحوظاً منذ صعود الأمير محمد، في البداية كان هو صاحب قرار التدخل العسكري الكارثي في اليمن، ثم توالت حملات القمع والاستبداد التي تم شنها بشراسة ضد المعارضين والنشطاء في الداخل والخارج كمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018.

بسبب هذه الانتهاكات، تعرض النظام السعودي لانتقادات واسعة النطاق على المستوى الدولي، وقد أدى اعتقال شخصيات بارزة مثل الأميرة بسمة إلى تأجيج هذه الانتقادات، خاصة وأنها كانت من أبرز الناقدين للنظام السعودي والمدافعين عن حقوق الإنسان لاسيما حقوق المرأة.

من بين المحتجزين الذين شملتهم حملة ولي العهد، نساء دافعن عن الحق في القيادة، الذي مُنح في 2018، وكذلك أفراد من العائلة المالكة الذين ربما يكون محمد بن سلمان قد اعتبرهم عقبات في طريقه إلى العرش.

تم الإفراج عن بعض المعتقلين، لكن العديد منهم ما زالوا يُمنعون من السفر إلى الخارج، على ما يبدو لأن الحكومة تخشى مناقشة ما حدث معهم بالتفصيل مع الصحفيين الأجانب أو ممثلي الحكومات الأخرى.

لا يزال عدد من الشخصيات البارزة، بينهم نجلي الملك السابق، الملك عبد الله، رهن الاعتقال، بحسب مقربين منهم، ولا تزال المعلومات تتكشف عن سوء معاملة بعض المعتقلين.

يُعد الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية الأسبق الذي أطاح به الأمير محمد من منصب ولي العهد في عام 2017 لينال اللقب لنفسه، من أبرز أعضاء العائلة المالكة الذين لا يزالون رهن الاعتقال حتى الآن، حيث وُضع تحت الإقامة الجبرية بعد عزله مباشرة، وفي مارس/آذار 2020 اعتقل واقتيد إلى مكان مجهول.

في بداية اعتقاله، احتُجز محمد بن نايف في الحبس الانفرادي، وحُرم من النوم، وبحسب شخصين اطلعا على حالته، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الموضوع، فإنه تعرض لتعذيب بدني كبير مثل التعليق والضرب.

في الخريف الماضي، تم نقله إلى فيلا داخل المجمع المحيط بقصر اليمامة في الرياض، العاصمة، حيث لا يزال هناك، حسبما قالت المصادر.

وبحسب تلك المصادر فإن محمد بن نايف محتجز بمعزل عن العالم الخارجي، دون تلفاز أو أجهزة إلكترونية أخرى ولا يتلقى سوى زيارات محدودة من أسرته، وأضافوا أنه أصيب بعاهة مستديمة في كاحليه نتيجة معاملته في الحجز ولا يمكنه المشي بدون عصا.

لم توجه الحكومة اتهامات رسمية للأمير محمد بن نايف، ولم توضح سبب اعتقاله، لكن يرجح معظم الخبراء والمحللين أن السبب في ذلك هو أن بن سلمان يخشى أن يقف الأمير بن نايف عقبة في طريقه كي يصبح الملك القادم للسعودية بعد والده.

الأميرة بسمة، 58 عامًا، التي تم إطلاق سراحها مع ابنتها السيدة الشريف (30 عاماً) الأسبوع الماضي، لم تشغل أبدًا منصبًا حكوميًا في الدولة، والابنة الصغرى للملك سعود، ثاني ملك للمملكة العربية السعودية، قضت معظم حياتها في لندن واشتهرت بتقديم آراء حول المملكة العربية السعودية في بعض الأحيان إلى وسائل الإعلام، وهو أمر نادر بالنسبة للعائلة المالكة، وخاصة النساء.

لطالما انتقدت النظام القانوني في المملكة ودعت البلاد إلى اعتماد دستور يحمي حقوق المواطنين، وهي تصريحات لم تتعرض لأي مشاكل بسببها في البداية، لكن في حديثها إلى بي بي سي عربي في عام 2018، اتهمت الأميرة بسمة الأمير محمد بن سلمان، بصورة غير مباشرة، برفض قبول أولئك الذين لم يدعموا خططه الإصلاحية، المعروفة باسم رؤية 2030.

قالت: “لديه رؤية، رؤية 2030، لكن أرى أن هناك اتجاه نحو نوع من العزلة لجميع أولئك الذين لا يتفقون مع هذه الرؤية”.

في مارس/آذار 2019، ألقت الشرطة القبض على الأميرة بسمة وابنتها من منزلهما في مدينة جدة السعودية.

وقال السيد إسترامانت إن المرأتين متهمتان بارتكاب “جرائم جنائية” غير محددة واحتجزتا في سجن الحائر بالقرب من الرياض، لكن لم يتم توجيه أي اتهام رسمي لهما بارتكاب أي جرائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى