صحافة عالمية

واشنطن بوست: القمع السعودي المتزايد يظهر أن بن سلمان خدع بايدن

ترجمة عن واشنطن بوست

في يوليو/تموز، حين زار الرئيس الأمريكي جو بايدن المملكة العربية السعودية واجتمع مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأول مرة منذ توليه الرئاسة، قال البيت الأبيض إن الرئيس أثار قضايا انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل النظام السعودي، خاصة اغتيال الصحفي واشنطن بوست جمال خاشقجي.

ادعى السيد بايدن أنه “تلقى التزامات فيما يتعلق بالإصلاحات والضمانات المؤسسية المعمول بها لضمان عدم تكرار ممارسات مشابهة في المستقبل”، لكن الآن، من الواضح أن هذه “الالتزامات” لم تكن سوى أوهام خدع بها بن سلمان الرئيس الأمريكي للحصول على شرعية لانتهاكاته.

منذ مغادرة السيد بايدن، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في المملكة العربية السعودية، التي تتعامل مع قضايا مكافحة الإرهاب والجرائم الإلكترونية، والتي تشتهر باستخدام قوانين غامضة لمعاقبة المعارضين، سلسلة من أحكام السجن القاسية ضد منتقدي النظام.

وفقاً لمنظمة “الديموقراطية للعالم العربي الآن” لحقوق الإنسان، والتي ساهم خاشقجي في تأسيسها قبل وفاته، حكم على المواطنة السعودية نورة بنت سعيد القحطاني الشهر الماضي بالسجن 45 عامًا، وحظر من السفر لمدة مماثلة.

وحسب الوثائق التي اطلعت عليها المنظمة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، فإن السيدة البالغة من العمر 49 عامًا، وهي أم لخمسة أطفال، اتُهمت باستخدام تويتر لانتقاد الملك وولي العهد ومتابعة وإعادة تغريد منشورات لمعارضين.

 لم تكن السيدة القحطاني معروفة على نطاق واسع، وكان حسابها على تويتر يتابعه نحو 500 شخصاً، إلا أن تغريداتها كانت تهديدات مفترضة لـ “أمن واستقرار المجتمع والدولة”، ومسؤولة عن “زعزعة النسيج الاجتماعي”، حسب ملف الاتهام.

بالإضافة إلى ذلك، وكما جاء في ملف الاتهام، فقد عُثر بحوزتها على كتاب من تأليف الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة، بعنوان: “أنا وأخواتها: رحلة في أسرار الذات”، والذي يشجع على التأمل وتجاوز “الأنا”.

هذه التهمة تثير تساؤلًا خطيرًا: هل يمكن حقاً أن يكون محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي المستبد، مهددًا من قبل كتاب تنمية بشرية، يستحق من اقتناه أن يقض بقية حياته في السجن!

جاءت عقوبة القحطاني بعد أسابيع قليلة من الحكم على طالبة الدكتوراه في جامعة الليدز سلمى الشهاب بالسجن 34 عامًا بسبب نشرها عدة تغريدات تدافع عن حقوق المرأة على حسابها في تويتر.

بالإضافة إلى المرأتين، ذكرت منظمة القسط لحقوق الإنسان أن المعتقلين عبد الإله الحويطي وعبد الله دخيل الحويطي، حكم عليهما في أغسطس / آب بالسجن 50 عاما من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة، لتضامنهم مع رفض قبيلتهم إخلاء منازلهم قسراً لإفساح المجال لبناء مدينة ولي العهد الخيالية في الصحراء، والمعروفة باسم نيوم.

كما تم الحكم على الكاتب والمترجم ومبرمج الحاسوب أسامة خالد، المعتقل منذ عام 2020، بالسجن لمدة 32 عامًا – زادت عند الاستئناف من عقوبة أولية مدتها خمس سنوات، لاستخدامه حقه في التعبير عن الرأي.

يعتبر ولي العهد نفسه مجددًا يدعم حقوق المرأة، لكن خلف الستار، يدمر حياة المواطنين لأسباب تافهة، قد يصف البعض محمد بن سلمان بالرجل القوي، لكن أفعاله ضد النساء البريئات تعكس ضعفًا مثيرًا للشفقة.

والأكيد أن هذه الحالات تظهر أن السيد بايدن تعرض للخداع في جدة بشأن تحسين أوضاع حقوق الإنسان، لذلك يجب ألا يصمت، وعليه أن يندد صراحة بمثل هذه البلطجة الهمجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى