واشنطن بوست: بايدن ساهم كثيراً في تزايد عدد ضحايا بن سلمان
عندما اختار الرئيس بايدن عدم تحميل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أي مسؤولية عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي بالرغم من تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الذي خلص إلى أن بن سلمان وافق على عملية الاغتيال وأنها حدثت بعلمه، كنا في صحيفة “واشنطن بوست” من بين أوائل المحذرين من أن النتيجة ستكون وقوع المزيد من الضحايا، وبكل أسف، لقد صدقت توقعاتنا.
قبل قرار السيد بايدن، أطلق النظام السعودي سراح عدد قليل من السجناء السياسيين، من بينهم مواطنان أمريكيان وناشطة بارزة في مجال حقوق المرأة [لجين الهذلول]، في خطوة اعتبرها الكثيرون أنها للتودد للإدارة الأمريكية الجديدة التي هددت بعدم المسامحة فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، لكن ومنذ مارس/آذار من هذا العام، أصدر القضاء السعودي أحكاماً بالسجن لمدة طويلة ضد ثلاثة نشطاء آخرين، كما أحال الكثيرون إلى تحقيقات جديدة، ما جعل كبار المنظمات الحقوقية مثل هيومان رايتس ووتش تؤكد أن “قمع المعارضين ونشطاء حقوق الإنسان والنقاد المستقلين لا يزال قائماً بكامل قوته” في السعودية.
أحد المحكومين المُشار إليهم أعلاه هو عبد الرحمن السدحان، عامل إغاثة سعودي يبلغ من العمر 37 عامًا ونجل مواطن أمريكي، تم اعتقاله وتعذيبه في عام 2018 بسبب تغريداته المعارضة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث تم تحديد هويته الحقيقية عن طريق عملية تجسس سعودية تمكنت من خلالها السلطات من اختراق حسابه والكشف عن شخصيته.
بعد اعتقاله بأكثر من عامين، أخبر السيد سدحان عائلته في مكالمة هاتفية أنه سيتم الإفراج عنه قريباً، وبدلاً من ذلك، وبعد قرار السيد بايدن، أحيل إلى المحكمة في 5 أبريل/نيسان وحكم عليه بالسجن لمدة 20 عاماً.
القلق المحيط بهذه القصص يتزايد خاصة بعد المعلومات الجديدة التي تم الإفصاح عنها مؤخراً فيما يتعلق بقضية خاشقجي بعد السلسلة الوثائقية التي نشرها موقع “ياهو نيوز”.
مايكل إيزيكوف -كبير المراسلين الاستقصائيين لـ Yahoo News – أفاد في بث صوتي جديد أن فريق العملاء السعوديين الذين أوقعوا بخاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قاموا برحلة جانبية إلى القاهرة قبل الوصول لتركيا، حيث قاموا بإحضار مواد مخدرة -غير قانونية- تم استخدامها في عملية القتل.
هذا الكشف الأخير يشير إلى تورط نظام عبد الفتاح السيسي في المؤامرة التي أحيكت ضد خاشقجي، والجدير بالذكر أن السيسي، أيضاً، لم يتم معاقبته من قبل بايدن الذي وعد بـ “عدم وجود المزيد من الشيكات على بياض” للديكتاتور [السيسي] خلال حملته الرئاسية، ومع ذلك، لا يزال الدعم الأمريكي لنظام السيسي مستمر.
تفاصيل رحلة القاهرة تم الكشف عنها أول مرة في محاكمة مغلقة عام 2019 أجريت في الرياض لبعض المتورطين في عملية القتل، وكانت بحضور دبلوماسيون أتراك سمح لهم بمراقبة الإجراءات، وقاموا برفع ملاحظاتهم إلى المحاكمة التي جرت في إسطنبول.
وفقًا للسيد إيزيكوف، فإن الملاحظات التركية تشير إلى أن قرار قتل خاشقجي كان بمبادرة من ماهر مطرب، الحارس الشخصي لمحمد بن سلمان، الذي خلص بعد مراجعة مخطط القنصلية السعودية إلى أنه لن يكون من الممكن القبض على الصحفي على قيد الحياة، وبدلاً من ذلك، تم تخدير خاشقجي وتقطيع جثته بمنشار العظام.
كان المطرب وصلاح الطبيقي، الطبيب الشرعي الذي أعطى جرعة قاتلة من المخدرات لخاشقجي، من بين الذين تمت محاكماتهم، وقد حُكم على خمسة أشخاص بالإعدام في نهاية المطاف، ولكن تم تخفيف عقوباتهم لاحقًا إلى 20 عامًا.
واستشهد السيد إيزيكوف بمصادر سعودية قالت إن المدانين يعيشون في مجمع فاخر بالقرب من الرياض، حيث شوهد السيد الطبيقي في صالة ألعاب رياضية.
من ناحية أخرى، تمت تبرئة الرجل الذي أشرف على عملية محمد بن سلمان بصورة مباشرة، سعود القحطاني، ولم يواجه أي عقوبة.
وبحسب المخابرات الأمريكية، فقد أشرف القحطاني على وحدة استخبارات خاصة اختطفت معارضين من الخارج، كما أشرف على اعتقال وتعذيب النساء اللواتي طالبن بالحق في قيادة السيارات، وبالرغم من ذلك، لا يزال مساعدا رئيسيا لمحمد بن سلمان، الذي رفض مرارا مطالب الولايات المتحدة بتقديمه إلى العدالة، ليتضح مما سبق أنه طالما استمر الحاكم السعودي وحاشيته في التمتع بهذا الإفلات من العقاب، فإن ضحاياهم سيستمرون في التراكم.
ترجمة عن مقال في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية