وفاة الأسير الفلسطيني خضر عدنان شاهد على وحشية الاحتلال الإسرائيلي
ببالغ الحزن والأسى تنعي منظمة “معًا من أجل العدالة” وفاة الأسير الفلسطيني والمناضل خضر عدنان الذي وافته المنية في ساعات مبكرة من يوم الثلاثاء 02 مايو/أيار 2023 إثر تدهور حالته الصحية ووصولها لمرحلة متأخرة بعد إضراب عن الطعام استمر لمدة 87 يومًا.
قبل حوالي ثلاثة أشهر بدأ الأسير خضر عدنان إضرابًا مفتوحًا عن الطعام اعتراضًا على اعتقاله للمرة 12 من قبل قوات الاحتلال واحتجازه بصورة تعسفية دون أي وجه حق وتمديد اعتقاله إداريًا بلا سند قانوني، فضلًا عن جملة الانتهاكات الأخرى التي تعرض لها خلال فترة اعتقاله.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت خضر عدنان في 5 شباط/فبراير الماضي، بعد مداهمة منزله في بلدة عرابة جنوب جنين، وكنتيجة لذلك بدأ إضراب مفتوح عن الطعام، وبدلًا من الاستجابة لمطالبه، قررت إدارة سجون الاحتلال عزله انفراديًا لفترات طويلة وحرمانه من الزيارات العائلية، وتجاهل كافة الطلبات والالتماسات المقدمة للإفراج عنه.
وبأشد العبارات ندين الممارسات القمعية والإجرامية التي ارتكبتها إدارة سجون الاحتلال ضد خضر عدنان، وعلى رأسها الإهمال الطبي المتعمد وعدم توفير الرعاية الطبية اللازمة له خاصة بعد الحالة الصحية المتأخرة التي وصل لها بسبب سوء أوضاع الاحتجاز وإضرابه عن الطعام.
وبدورنا نطالب بفتح تحقيق عاجل وشفاف من قبل لجنة أممية محايدة للوقوف على الأسباب التي أدت إلى وفاة الأسير خضر عدنان، والتي أدت كذلك إلى وفاة عشرات الأسرى من قبله، وإحالة المسؤولين عنها للمساءلة القانونية.
وندعو المجتمع الدولي للتحرك بسرعة لوقف هذه الجرائم والانتهاكات البشرية الوحشية والمستمرة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيين بمخيمات الاحتجاز الإسرائيلية.
وفاة خضر عدنان تعتبر جريمة ضد الإنسانية، وتثبت مرة أخرى أن الاحتلال الإسرائيلي يتجاهل حقوق الإنسان الأساسية ولا يكترث بحياة أي فلسطيني، خاصة وأنه يضمن أنه سيفلت من العقاب والملاحقات الدولية بسبب الصمت الدولي المشين.
ونشدد على أن حياة الفلسطينيين مهمة وتستحق أن يُبذل من أجلها الكثير، وأن يتكاتف العالم بأسره من أجل إنهاء الاحتلال ووقف ممارساته الوحشية ضد الشعب الفلسطيني المنكوب.
يُذكر أنّ الأسير خضر عدنان تعرّض للاعتقال على يد قوات الاحتلال 12 مرة، وأمضى ما مجموعه نحو 8 سنوات داخل سجون الاحتلال، معظمها كان رهن الاعتقال الإداري، وقد عُقدت آخر جلسة للنظر في الإفراج عن الأسير خضر عدنان يوم الأحد 30 أبريل/نيسان لكن رُفضت كل الالتماسات المقدمة للإفراج عنه بكفالة مالية، بعد أقل من 48 ساعة فارق الحياة مؤكدًا أن سلطات الاحتلال لا تعرف معنى للإنسانية ولا تقدر أي قيمة لحقوق الإنسان.