تقارير

لا يجب أن يتحول المعتقلون السعوديون لأداة مساومة سياسية

مساومة سياسية

في الوقت الذي تترقب فيه السلطات السعودية موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من التعامل مع سجلها الحقوقي المتخم بالانتهاكات، بدا واضحا أن الجهات القضائية السعودية تسرع في محاكمة المعارضين المعتقلين، فيما يبدو أنها أداة ضغط ومساومة مع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن والذي سيتسلم مهام منصبه بعد أيام.

مساومة سياسية سعودية

!مساومة سياسية

وكان بايدن قد تعهد على خلاف سلفه ترامب بإعادة تقييم الروابط مع السعودية على خلفية سجلّها في مجال حقوق الإنسان، حيث اعتمدت إدارة دونالد ترامب نهجا مبني على التعامي المطلق عن كل الانتهاكات الحاصلة في المملكة، وتعهد بايدن أيضًا بتعليق مبيعات الأسلحة الأمريكية للمملكة بسبب حربها المستمرة منذ خمس سنوات في اليمن.

مساومة

في الشهر الماضي أصدرت المحاكم السعودية حكما بالسجن لمدة ستة أعوام بحق الطبيب وليد فتيحي خريج جامعة هارفرد، لكن فتيحي (56 عاما) مازال طليقا في انتظار نتيجة الاستئناف الذي تقدم به للمحكمة، حيث أطلق سراحه بعد ما يقارب عامين من الاحتجاز في فندق ريتز كارلتون بالرياض في إطار ما عرف بحملة مكافحة الفساد، قبل أن ينقل لاحقًا إلى سجن الحائر في الرياض، وهو الآن مهدد بإعادة اعتقاله حال رفض استئنافه.

فتيحي الذي تعرض للتعذيب والصعق بالكهرباء، يحظى باهتمام أمريكي خاص كونه يحمل الجنسية الأمريكية، وقد صرح مشرعون أمريكيون أن اعتقاله جاء بدوافع سياسية، حيث تمت إدانته بتهم بينها حصوله على الجنسية الأمريكية دون إذن رسمي والتغريد لدعم انتفاضات الربيع العربي 2011.

الربيع العربي ile ilgili görsel sonucu

كما أن هناك معتقلان سعوديان أمريكيان آخران قيد المحاكمة، في قضيتين منفصلتين، الأول هو صلاح الحيدر نجل ناشطة بارزة في مجال حقوق المرأة، والثاني كاتب وطبيب يدعى بدر الإبراهيم، واللذان لم توجه لها اتهامات رسمية حتى اللحظة ولم يعرضا على أي جهة قضائية.

المعتقلون السسعوديون .. صلاح حيدر

ومازال احتجاز لجين الهذلول جاريا بعد إدانتها من قبل محكمة سعودية، وصدور حكم بالسجن بحقها، والذي من المقرر أن ينقضي أجله بعد شهرين، لكن مازال لديها فرصة بالاستئناف قبل هذا الوقت، كما تستمر محاكمة الشيخ سلمان العودة، ويقبع عشرات المفكرين والدعاة وأصحاب الرأي في السجن باتهامات مسيسة وكيدية بعضهم لم توجه له تهمة حتى الآن.

وترى منظمة معا من أجل العدالة أن النظام السعودي تحت إدارة بن سلمان يعد ملفات المعتقلين كوسيلة مساومة وتفاوض مع إدارة بايدن، بل إنه قد يتجه إلى مضاعفة القمع في الفترة الحالية ليضيف العديد من النقاط التي يمكن له وضعها على طاولة المفاوضات لاحقا.

السعوديون

وقالت منظمة معا من أجل العدالة أن المعتقلين لا يجب أن يكونوا أداة مساومة أو يعاملوا معاملة الرهائن، وليست هذه الطريقة هي الطريقة المناسبة لإصلاح أخطاء الماضي، وعلى النظام السعودي أن يسلك خطوات جادة في اتجاه احترام حقوق الإنسان إن كان راغبا في أن يحظى باحترام دولي حقيقي، وبدء عهد جديد مبني على الانفتاح وتأسيس دولة القانون وحفظ حقوق الإنسان.

اقرأ أيضًا: على السلطات السعودية أن تتعلم دروس العام 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى