تقارير

بعد وفاة شريدة: ماذا ينتظر المجتمع الدولي لإنقاذ أرواح المعتقلين في السعودية؟

بعد أسابيع من التكتم على خبر إصابته بكورونا، تم الإعلان أخيراً عن وفاة معتقل الرأي السعودي “زهير علي شريدة” نتيجةَ الإهمال الطبي بعد تفاقم إصابته بفيروس كورونا في سجن الحائر بالرياض.

وبحسب مصادر حقوقية، فإن شريدة توفي بعد معاناة مع فيروس كورونا الذي أصيب به نتيجة استهتار النظام السعودي بأرواح المحتجزين لديه، إذ تم وضعه بصورة متعمدة في عنبر المصابين بكورونا وكان وقتها في حالة صحية جيدة ولم يكن مصاباً أو تظهر عليه أي أعراض.

زهير شريدة، المعتقل منذ 2017 بسبب تغريدات ناقدة لبعض سياسات النظام، في حملة واسعة استهدفت كل صاحب رأي معارض وقلم حر، توفي يوم السبت -السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك الموافق 08 مايو/أيار حيث تم إعادته للعنبر (8 أ) بعد أن أصيب بـ كورونا من العنبر الذي نقل إليه، لينتقل المرض إلى العشرات من نزلاء (8 أ)، بينهم محمد القحطاني عضو جمعية حسم، وعيسى النخيفي.

ما حدث لشريدة هو دليل قاطع على الإهمال الجسيم الذي تعاني منه مقار الاحتجاز السعودية، والتي لطالما طالبنا بفتح تحقيقات عاجلة في الانتهاكات المنتشرة داخلها وتشكيل لجنة دولية محايدة للتفتيش وتفقد أوضاع السجناء وضمان حصولهم على كافة حقوقهم المكفولة لهم في الاتفاقيات والمعاهدات التي تعد المملكة العربية السعودية طرفاً فيها، دولياً أو محلياً.

لم يكن النقل لعنبر المصابين بكورونا هو الانتهاك الوحيد الذي تعرض له زهير، فضلاً عن اعتقاله التعسفي من الأساس، فقد حرم شريدة أكثر من مرة من زيارة أهله أو الاتصال بهم، آخرها كان في فبراير/شباط الماضي، حيث حُرم بصورة نهائية من جميع أشكال التواصل معهم، كما رفضت السلطات موافاة العائلة بأي أخبار تخصه، حتى مرضه، لم يتم الإفصاح عنه إلى أن تسلمت أسرته جثته في اليوم التالي لوفاته.

الجدير بالذكر أنه في مارس/آذار 2021، قام زهير وأكثر من 30 معتقل رأي في سجن الحائر بالإضراب عن الطعام احتجاجاً على المضايقات التي يتعرضون لها داخل مقر احتجازهم، كالاحتجاز في عنابر المرضى، سواء بأمراض معدية أو أمراض عقلية ونفسية، كما تم حرمانهم من الحصول على الكتب والصحف، بالإضافة إلى منع الاتصال بالعائلة.

جائحة كورونا سلطت الضوء على سوء أوضاع الاحتجاز في سجون المملكة، حيث التكدس في العنابر غير المؤهلة لاستقبال هذا العدد من المعتقلين، فضلاً عن كونها بيئة ملوثة لتفشي الأوبئة والأمراض، وبالرغم من ذلك، تقاعست السلطات بصورة واضحة عن اتخاذ أي تدابير لتحسين تلك الأوضاع والحفاظ على سلامة وأرواح المعتقلين، كالإفراج المشروط مثلاً لتخفيف التكدس، إذ كان من الممكن الإفراج عن المحتجزين الذين لا يشكلون خطراً على الأمن العام، والذي يندرج تحتهم جميع معتقلي الرأي.

إننا نطالب بفتح تحقيق عاجل وسريع في ملابسات وفاة شريدة ونقله إلى عنبر المصابين بكورونا رغم عم إصابته، كما نطالب بفتح تحقيقات مستقلة في كافة الانتهاكات التي تؤدي إلى وقوع الوفيات في سجون المملكة والتي يكون معظمها بسبب تدهور الصحة بصورة كبيرة الناتج عن الإهمال الطبي المتفشي بين إدارات مقار الاحتجاز.

ونجدد مطالبتنا الجهات الأممية ذات الصلة، والجهات الدولية المعنية بضرورة تشكيل لجنة مستقلة على وجه السرعة للتفتيش داخل مقار الاحتجاز السعودية والتأكد من تطبيق كافة المعايير النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، بغض النظر عن انتماءاتهم.

اقرأ أيضًا: قدّم مقترحا فتم سجنه.. اعتقال “التويجري” الذي تجرأ وناقش رؤية 2030

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى