إصداراتتقارير

تدهور صحة سلمان العودة في السجن يكشف وحشية النظام السعودي

وردت مؤخرا أنباء صادمة عن تدهور صحة الداعية الإسلامي سلمان العودة الذي يتم احتجازه في ظروف مروعة في أحد سجون المملكة العربية السعودية.

وقالت عائلة العودة، الذي اعتقله النظام الحاكم على خلفية موقفه من حصار قطر ودعوته للمصالحة، أنه يعاني من ظروف صحية حرجة بسب الإهمال الطبي والعزل. حيث أكد نجله في تغريدة على التويتر أن طبيب السجن أخبر والده أنه تقريبا فقد نصف سمعه وبصره خلال فترة احتجازه الطويلة في السجن الانفرادي.

عبدالله سلمان العودة

وأوضح عبد الله العودة -نجل المفكر والمصلح السعودي المعتقل سلمان العودة والمقيم في الولايات المتحدة الأمريكية- أن الأذى الذي يتعرض له والده منذ اعتقاله لا يزال مستمرا حتى الآن، كما أشار إلى أن والده يتعرض لسياسة ممنهجة لتصفيته عبر القتل البطيء في زنزانة معزولة، مضيفاً أن كل جرم والده يكمن في أنه دعا لتأليف القلوب وإعطاء الأولوية لمصلحة الشعوب، وهو ما كلفه تعرضه للأذى والتعذيب النفسي والجسدي والإهمال الطبي.

وقال عبد الله في تغريدة له على حسابه الشخصي على موقع تويتر “في الحبس الانفرادي منذ لحظة اعتقاله (أكثر من ثلاث سنوات وأشهر).. أخبره طبيب السجن أنه تقريبا فَقَد نصف سمعه ونصف بصره! ولايزالون يريدون أذاه!”

تدهور حالة سلمان العودة الصحية

تدهورت حالة العودة منذ سجنه في سبتمبر/أيلول 2017، حيث أوقفته السلطات السعودية في حملت شنتها ضد دعاة بارزين وناشطين في البلاد أبرزهم سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، بتهم “الإرهاب والتآمر على الدولة”، وسط مطالب من شخصيات ومنظمات دولية وإسلامية بإطلاق سراحهم.

وجاء في نص التغريدة التي اعتقل العودة بسببها، والتي نشرها بتاريخ 8 سبتمبر 2017: “ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم”.  هذه التغريدة كلفت العودة سنوات من الأذى والتعذيب والضغط والحرمان من العلاج.

وصلت وحشية آلة القمع السعودية إلى مطالبة النيابة السعودية من المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، بإعدام سلمان العودة وعدد من معتقلي الرأي الآخرين، بتهمة “الخروج على ولاة الأمر”، بينما تؤكد تقارير مسربة أن العودة والعديد من معتقلي الرأي تجرى محاكمتهم في جلسات سرية لا تحضرها وسائل الإعلام أو المنظمات الدولية.

ويواجه الداعية الإسلامي 37 تهمة بينها الإفساد في الأرض بتأليب المجتمع، في حين أنه لم يدع إلا للتغيير في الحكومة السعودية، والانضمام لاتحادات وجمعيات عالمية وتأليب الرأي العام وإثارة الفتنة.

تدهور حالة سلمان العودة الصحية

وفي بلد بات فيه القضاء مسيسا لصالح النظام الحاكم، فإن السلطات لا زالت ترفض حضور أطراف مستقلة لإجراءات التقاضي، مع الإبقاء على العودة في الحبس الانفرادي حتى الآن.

ومع أن الحبس الانفرادي عقوبة يجب أن تحدد بزمن معين ولأسباب معينة، إلا أن النظام السعودي يتعمد ألا يضع سقف زمني لعزل العودة كوسيلة لزيادة الضغط النفسي عليه.

وينص القانون الإنساني الدولي على ضرورة تلقي السجناء المرضى للعلاج المناسب والسماح لهم بالتواصل مع العالم الخارجي، كما يفرض القانون الدولي قيوداً على الإجراءات التأديبية مثل الحجز الانفرادي؛ وعليه فإن وضع العودة في الحجز الانفرادي وعدم تقديم عناية طبية ونفسية له يشكل انتهاكاً صارخا لمبادئ حقوق الإنسان.

على السلطات السعودية أن تفرج فوراً عن العودة وتخرجه من الحجز الانفرادي وأن تمكنه من تلقي العلاج اللازم وتقديم العناية الطبية له أثناء وبعد الاعتقال قبل فوات الأوان.

اقرأ أيضًا: العنف ضد المرأة يمارس تحت حماية النظام الحاكم في السعودية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى