تقارير

محسن العواجي: ثلاث سنوات من الاختفاء القسري والانتهاكات التي لا تتوقف

قبل حوالي ثلاثة أعوام، تحديداً في أكتوبر/تشرين الأول 2018، تم اعتقال الأكاديمي المعارض محسن العواجي ومنذ ذلك الحين وأخباره منقطعة ومصيره مجهول إذ لم يُعرض على أي جهة قضائية ولم تُوجه إليه تهمة رسمية حتى الآن.

طوال مسيرة الدكتور محسن العواجي الإصلاحية، تعرض الاعتقال أكثر من خمس مرات، منذ بدايات التسعينات، تعرض خلال تلك الفترة لتعذيب وحشي ومعاملة مهينة دفعته للبكاء في إحدى اللقاءات الصحفية بعد خروجه من المعتقل، واصفاً المعتقلين بـ “قطعة اللحم بين يدي الجزار” في إشارة لوحشية وعنف المحققين داخل السجون.

الدكتور العواجي هو أحد المعارضين السعوديين، اعتقل في الأعوام 1991 و 1994 و 2006، و2013 لتوقيعه على بيان المثقفين السعوديين الذي وقع عليه أكثر من سبعة آلاف مواطن سعودي يطالب فيه بعودة الشرعية في مصر وأنه ضد الانقلاب العسكري

كما تم استدعاؤه بسبب ظهوره في برنامج 140 الذي يقدمه فهد السنيدي، حيث قال إن الحكام مستعدون لتوظيف كل شيء لترسيخ دكتاتوريتهم، قبل أن يفرج عنه بعد أيام.

وفي 2018، تم اعتقاله لأيام بسبب علاقته مع الشيخ الداعية سفر الحوالي، الذي لا يزال رهن الاعتقال ويعاني من أوضاع احتجاز قاسية وإهمال طبي متعمد هو وأبنائه.

بعد ذلك، تكرر اعتقال العواجي في أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام، وحتى هذه اللحظة لا يعرف أحدٌ أي شيء عنه، وسط مخاوف متصاعدة في الأوساط الحقوقية من أن يكون تعرض لمكروه أو تمت تصفيته كما تم مع الصحفي جمال خاشقجي، الذي قُتل وقطعت أوصاله على يد فرقة اغتيال سعودية داخل القنصلية في إسطنبول في نفس فترة اعتقال العواجي.

إننا نحمل السلطات السعودية مسؤولية سلامة وحياة الدكتور محسن العواجي، ونطالبهم بالإفراج الفوري عنه وإجلاء مصيره ومحاسبة كل من ارتكب ضد أي انتهاك لكرامته ولحقوقه الأساسية، وتقديم ما يفيد أنه لا يزال على قيد الحياة وفي حالة جيدة.

ونطالب المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بمسألة الاعتقال التعسفي، والفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري، والمقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية بالتدخل الفوري والعاجل للضغط على السلطات السعودية لإجلاء مصير كافة المختفين قسرياً وفتح تحقيقات شفافة ومستقلة في أي انتهاكات قد يكونوا تعرضوا لها.

وندعو كافة المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء وأصحاب الضمائر الحية بالمشاركة في التدوين على وسم (#أين_محسن_العواجي) الذي أطلقه نشطاء سعوديون للضغط على السلطات بالإفصاح عن أي معلومة تتعلق بالدكتور محسن العواجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى