تقاريرتقارير

واشنطن: تسمية شارع باسم خاشقجي… هل هذا كل شيء؟

في وقت سابق من هذا الأسبوع، وافق مجلس واشنطن العاصمة بالإجماع على مشروع قانون من شأنه أن يحدد جزءًا من الشارع المواجه مباشرة للسفارة السعودية في واشنطن باسم “طريق جمال خاشقجي”.

سارة ليا ويتسن، المدير التنفيذي لمنظمة DAWN التي أسسها خاشقجي قبل مقتله، علقت على القرار قائلة إنه سيكون بمثابة “تذكير يومي للسفارة السعودية والحكومة السعودية بأن جمال خاشقجي وإرثه لهما نفس التأثير في الموت كما في الحياة”، كما أيد الخطوة نادي الصحافة الوطني، الذي قال إن تغيير اسم الشارع سيكون بمثابة تذكير “بأننا نريد العدالة لجمال”.

بالطبع نرحب في “معاً من أجل العدالة” بهذه الخطوة، التي تخلد ذكرى خاشقجي وتحييها باستمرار، لكن هل هذا كل شيء؟ هل بهذا القرار الرسمي تتحقق العدالة لخاشقجي؟ لا زلنا ننتظر أن تتخذ الإدارة الأمريكية قراراً رسمياً حاسماً يقدم قتلة خاشقجي جميعا وبلا أي استثناء للمحاسبة، وأن يُطبق عليهم القانون الذين يحاولون مراراً تجاوزه من أجل أهوائهم الشخصية.

حتى الآن لا يزال قتلة خاشقجي أحراراً، في حين لا تزال جثته التي قُطعت حبيسة مكان مجهول، لم يسمحوا لعائلته حتى أن تلقي عليه نظرة الوداع.

لقد رفض جو بايدن تطبيق أي عقوبات على ولي العهد السعودي لأسباب دبلوماسية، أما بقية القتلة الذين عُرفت هوياتهم منعوا من دخول الولايات المتحدة، وهي عقوبة لا تتناسب أبداً مع سلب حياة إنسان وحرمان عائلته من حقهم البسيط في معرفة مكان جثته أو الانتصاف من قاتليه.

نحن لا نقلل من أي جهود تساهم في الحفاظ على ذكرى خاشقجي حية، لكن طالما أن الجناة طلقاء ينعمون بنفوذ واضح وصلاحيات غير متناهية لفعل ما يريدون، ما قيمة أي إجراء “شكلي” يخلد الذكرى؟ بل أي ذكرى تحديداً هي التي يتم تخلديها في هذه الظروف؟ هل يحتفل المسؤولين حول العالم بمقتل خاشقجي؟ إن كانوا صادقين حقاً في النضال من أجل تحقيق العدالة له، فلما لا يزال التعاون مستمراً مع النظام الذي خطط ودبر وقتل؟

كيف يأمن الصحفيون في العالم الآن على حياتهم طالما أن ثمنها سيكون رخيصاً للغاية… تُقتل وأنت تُدافع عن أفكارك، لن نحاسب القتلة، لن نقاطعهم، لن نوقع عليهم أي عقوبات، لكننا حتماً سنطلق اسمك على أقرب شارع يقطنون فيه!

إننا نطالب الجماعات الحقوقية حول العالم، المدافعين عن حقوق الإنسان، النشطاء وأصحاب الرأي، بالتكاتف للضغط على حكوماتهم باتخاذ موقف حاسم من النظام السعودي حتى يتم ضمان تحقق العدالة لجمال خاشقجي ومحاسبة قاتليه، كي لا تتكرر الجريمة مرة أخرى ونرى جميع المعارضين وأصحاب الرأي يفقدون حياتهم بدماء باردة دون حسيب أو رقيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى