البلبل السجين: المنشد ربيع الحافظ لا يزال رهن الاحتجاز التعسفي بسبب دعوته للصلح مع قطر
مر الآن عامان على انتهاء مدة محكومية معتقل الرأي، المنشد الشاب ربيع الحافظ، ومع ذلك، لا تزال الأجهزة الأمنية السعودية متعنتة في إطلاق سراحه، وترفض أي مطالبات قانونية أو عائلية للإفراج عنه ومنحه حريته التي سلبت منه بشكل غير قانوني من الأساس قبل نحو ست سنوات.
في سبتمبر/أيلول 2017، اعتقل الحافظ إبان الحملة الشرسة التي شنتها السلطات السعودية ضد المفكرين والدعاة والمعارضين السياسيين والنشطاء من كافة الأطياف والتوجهات، وبعد فترة من الاحتجاز التعسفي والحبس الانفرادي والحرمان من التواصل مع العائلة والمحامي، صدر حكم تعسفي وجائر ضده من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة، وبالرغم من أن العقوبة كانت تنتهي في 2021، إلا أن السلطات لا تزال متحفظة عليه دون أي مسوغ قانوني.
اعتقل الحافظ بسبب نشره تغريدة عبر فيها عن رغبته في الصلح مع قطر وإنهاء الخلاف بين “الأشقاء”، وبالرغم من أن النظامين السعودي والقطري قد أبرما اتفاقية تصالح في مدينة العلا قبل عامين تقريبًا، إلا أن كافة النشطاء والمدونين الذي سجنوا بسبب الدعوات للمصالحة لا يزالون خلف القضبان.
اللافت للنظر أن الاتهامات التي وجهت للحافظ لم تكن معلنة أو معروفة، لكن حسب العقوبة والمحكمة التي أصدرت الحكم فإنه عوقب على خلفية انتهاك مواد قانون الإرهاب وأنهم أعداء للوطن، رغم ذلك، نشرت السلطات له مقاطع مصورة من داخل محبسه في سجن المباحث عام 2018 وهو يحتفل مع بقية السجناء بـ “يوم التأسيس”، وقيل في التقرير الإعلامي الصادر عن الجهات الرسمية إن هؤلاء السجناء عبروا عن حبهم وولائهم للوطن بالاحتفال بيوم التأسيس وغناء أغاني وطنية، وهو يتناقض تمامًا مع التهم التي فقد هؤلاء الشباب حريتهم بسببها.
إننا نطالب بضرورة الإفراج الفوري عن ربيع الحافظ مشددين على أن استمرار احتجازه هو انتهاك مضاعف لحقوقه التي تنتهك منذ أكثر من ستة سنوات منذ اعتقاله أول مرة، مؤكدين أنه يتحتم على المجتمع الدولي التدخل العاجل للضغط على السلطات السعودية للتدقيق في ملف معتقلي الرأي وفتح تحقيقات شفافة وحقيقية في كافة الانتهاكات التي تعرضوا لها.