تقارير

لماذا تتجاهل السلطات السعودية طلبات إجلاء مصير محمد فهد القحطاني؟

بعد عشرات المناشدات والطلبات الحقوقية، ردت السلطات السعودية أخيرًا على مخاطبات فريق الأمم المتحدة العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بشأن الدكتور محمد فهد القحطاني قائلة إنه يُحاكم على خلفية قضية جديدة لكن لم تُفصح عن تفاصيل هذه القضية، كما تجاهلت الحديث عن اختفائه قسريًا.

الدكتور محمد فهد القحطاني معتقل لدى السلطات السعودية منذ أكثر من 10 أعوام ولم يُفرج عنه رُغم انتهاء محكوميته في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بل نُقل إلى مكان مجهول وانقطعت سُبل التواصل معه، ولا تعرف عائلته شيئًا سوى أنه كان في حالة صحية متدهورة قبل اختفائه مباشرة.

رد السلطات السعودي على الأمم المتحدة جاء في 21 ديسمبر/كانون الأول 2022، وقالت إنه “محتجز في سجن إصلاحية الرياض التابع لوزارة الداخلية ويقضي حكماً بالسجن بموجب المادة 113 من قانون الإجراءات الجنائية…. وقد تم تمديد عقوبته بموجب المادة 114 من القانون وأن القضية ما زالت قيد التحقيق… وتفند الحكومة الادعاءات التي تفيد بنقل السيد القحطاني إلى سجن تديره رئاسة أمن الدولة، وتعرضه لمضايقات أو اعتداءات من قبل نزلاء أو أشخاص آخرين”، لكن رُغم ذلك لا تزال أخباره منقطعة عن عائلته ولا يوجد أي تواصل معه.

خمسة أشهر مرت الآن على اختفاء الدكتور محمد فهد القحطاني من داخل مقر احتجازه بسجن إصلاحية الحاير بعد أن انقطعت أخباره بصورة كاملة منذ الرابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وحسب ما قالته السيدة مها القحطاني زوجة الدكتور محمد، فإن اختفائه جاء بعد أن طلب منها فضح الانتهاكات التي تحدث له داخل مقر احتجازه، إذ أكدت أنه طلب منها -في مكالمة هاتفية- تقديم شكوى رسمية للجهات المختصة ونقل ما يحدث من انتهاكات ومضايقات معه داخل السجن، لكن المسؤول عن السنترال في مقر الاحتجاز قطع المكالمة بصورة تعسفية وبدأت بعدها رحلة من التنكيل المضاعف مع زوجها حتى انقطعت أخباره.

منذ بداية حبسه تعرض القحطاني لجملة من الانتهاكات القانونية والحقوقية التي تتنافى مع أي مواثيق أو معاهدات دولية أو محلية، هذه الانتهاكات دفعته للدخول في إضراب كلي عن الطعام أكثر من مرة احتجاجًا على الأوضاع التي لم تتحسن أبدًا، وبدلًا من الاستجابة لمطالبه كان النظام السعودي يفرط في التنكيل به وبزملائه السجناء الذين يقررون الاحتجاج على الأوضاع بأي وسيلة سلمية مناسبة.

اعتقل القحطاني – الأستاذ السابق في معهد الرياض للدراسات الدبلوماسية- عام 2012 رفقة عدد كبير من مؤسسي منظمة “حسم” وهو اختصار لـ “الجمعية السعودية للحقوق المدنية والسياسية”، والتي كانت تدعو إلى تنفيذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة في المملكة العربية السعودية، فضلاً عن نظام ملكي دستوري مع برلمان منتخب، إلى جانب إنشاء منظمات قانونية شفافة وخاضعة للمساءلة.

السلطات السعودية اعتبرت هذه الدعوات انتهاكًا للقانون وقررت معاقبة مؤسسي الجمعية وحكم عليهم بالسجن بعد عام تقريبًا من محاكمة جائرة وجلسات سرية، وكانت عقوبة القحطاني السجن لمدة عشر سنوات بالإضافة إلى حظر السفر لمدة مماثلة.

يُشار إلى أن الدكتور القحطاني أعلن إضرابه عن الطعام أكثر من مرة اعتراضًا على أوضاع الاحتجاز السيئة التي يعاني منها داخل محبسه والتي ساهمت في تدهور حالته الصحية نظرًا لتعنت إدارة السجن في انتهاج سياسة الإهمال الطبي في التعامل مع معتقلي الرأي.

منظمة معًا من أجل العدالة تعلن تضامنها الكامل مع أسرة القحطاني، وتطالب السلطات في المملكة العربية السعودية بالشفافية والتواصل مع أهله من أجل الاطمئنان على سلامته، وتوفير الرعاية الصحية المناسبة له ولكافة معتقلي الرأي وحقوق الإنسان داخل العربية السعودية، والإفراج الفوري عنه إذ لا يوجد مسوغ قانوني لاستمرار اعتقاله الذي لم يكن قانونيًا منذ البداية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Mostbet è una delle piattaforme di scommesse più conosciute e apprezzate dagli appassionati di gioco d’azzardo online. Fondata diversi anni fa, la società si è rapidamente affermata nel settore grazie a una vasta gamma di opzioni di scommessa, un'interfaccia facile da usare e un'attenzione particolare alla sicurezza dei propri utenti. Che tu sia un principiante o un veterano del settore, Mostbet offre una piattaforma affidabile per piazzare le tue scommesse in modo rapido e sicuro, con un supporto clienti sempre disponibile. Un grande vantaggio di Mostbet è la sua ampia varietà di sport e eventi sui quali è possibile scommettere. Dallo sport più popolare come il calcio, il basket e il tennis, fino agli eventi di nicchia e agli eSport, Mostbet offre ai suoi utenti innumerevoli possibilità. Inoltre, la piattaforma permette anche di seguire in diretta i risultati degli eventi, il che consente agli scommettitori di prendere decisioni informate in tempo reale. Questa caratteristica è particolarmente apprezzata da chi cerca un'esperienza di scommessa dinamica e coinvolgente. Un altro aspetto importante di Mostbet è la generosità dei bonus e delle promozioni offerte agli utenti. Nuovi giocatori possono approfittare di bonus di benvenuto che aumentano il valore dei loro primi depositi, mentre i giocatori regolari possono godere di promozioni settimanali e mensili che premiano la loro fedeltà. La piattaforma inoltre organizza tornei e gare che permettono ai giocatori di competere tra loro per vincere premi in denaro e altri benefici esclusivi. Per ulteriori dettagli su queste offerte e per leggere le opinioni degli utenti, visita il sito e scopri le mostbet recensioni. Infine, Mostbet garantisce un alto livello di sicurezza e trasparenza. La piattaforma è regolamentata da licenze internazionali e utilizza sistemi di criptazione avanzati per proteggere i dati personali e finanziari dei suoi utenti. Le transazioni sono rapide e sicure, e il servizio clienti è disponibile 24/7 per risolvere qualsiasi problema. Tutti questi fattori rendono Mostbet una scelta eccellente per chi cerca un'esperienza di scommessa online affidabile e piacevole.