من ضابط مخابراتي يخدم الدولة إلى سجين فاقد لساقيه .. زايد البناوي يعاني في سجون السعودية
في مقطع مصور له انتقد الضابط السعودي زايد البناوي المتقاعد والمتخصص في العلوم السياسية والأمنية والمخابرات، وفي جهود الأمم المتحدة في مكافحة المخدرات، والباحث في علوم الإستراتيجيات، والناشط الحقوقي المهتم بواقع الشعب السعودي، سياسات المملكة السعودية الخارجية بعد تولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ولاية العهد، كما انتقد قيادة محمد بن زايد لدولة السعودية والتأثير على سياساتها، وهو ما رآه في غير صالح المملكة السعودية، على الفور قامت السلطات في المملكة العربية السعودية بحرمانه من الترقي لرتبة عميد، ثم ما لبثت أن قامت قوات أمن الدولة باعتقاله في سبتمبر من العام 2017 وفقا لما أعلنه حساب معتقلي الرأي في المملكة العربية السعودية عبر صفحته على موقع تويتر، ولا يزال حتى يومنا هذا يعاني داخل السجون السعودية.
لم يكن البناوي مجرد ضابط يقوم بالخدمة لساعات عمله، لكنه كان مهتم بالشؤون السياسية ودرس فيها، واهتم بالشأن اليمني وحذر مرارا من أن تدخل الإمارات في المنطقة جاء بعد فشل الدور الإيراني في تأزيم المنطقة العربية، كما حذر الحكومة السعودية من الإقدام على حرب طويلة في اليمن، محذرا من أن الإمارات قد تعمل على انفصال جنوب اليمن ليكون تحت سيطرتها للسيطرة على الموانئ البحرية، وهو ما تم بالفعل، وقد أرجع البناوي أسباب تخوفه من انفصال جنوب اليمن لخطورته على المملكة السعودية مستقبلا، ولكن بدلا من الاستماع لرأيه الذي عبر عنه بمنتهى السلمية واحترام القيادة في المملكة العربية السعودية قامت قوات أمن الدولة التابعة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان باعتقاله.
قبل تركه العمل لانتقاده السياسات التي اتبعتها المملكة بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد، قال اللواء داود رئيسه في العمل بمطالبة اللجنة الإعلامية في الجهاز بنشر أخبار تتهمه بأنه مريض نفسي وخطر على الدولة، وفقا لما قاله البناوي في مقطع مصور له على موقع يوتيوب وأرجع ما فعله رئيسه معه أنه تم بإيعاز من اللواء محمد بن نايف لأنه نصحه يوما ما بما رآه في مصلحة المملكة.
أثناء عمله قدم تقارير وإثباتات على فساد كبير داخل بعض الدوائر الحكومية من خلال مستشار ولي العهد السعودي بعدما أعلن عن استقبال أية واقع فساد لمحاسبة مرتكبيها، لكنه ما لبث أن تم منعه من دخول مكتبه ثم تم إجباره على الاستقالة من العمل.
منذ اعتقاله في في الثاني عشر من سبتمبر عام 2017 لا يعلم أحد مكان البناوي، ولم تتم محاكمته على ما نسب إليه، بل لا يعلم أحد ما تم اتهامه به وما نسب إليه أصلا، كما حرم من التواصل مع أسرته وعائلته، وكذلك محاميه الذي حاولت أسرته توكيلهم في الدفاع عنه ظنا منهم بأنه سوف تجري محاكمته، أما عن مكان سجنه فهو مثل ما سبق من معلومات مجهولة، فما يزال البناوي مجهول التهمة مجهول المكان، ولم تصرح الداخلية السعودية بأية معلومات تدل على مكان حبسه.
يذكر أن زايد البناوي أصيب بمرض السكري ثم ما لبث أن اشتد عليه المرض فاضطر لعملية جراحية بترت على إثرها قدميه.
منظمات حقوقية وناشطون طالبوا سلطات المملكة السعودية بسرعة الإفراج عنه بعد مضي ما يزيد عن ثلاث سنوات، أو تقديمه لمحاكمة محايدة مستقلة عن الأجهزة الأمنية.
منظمة معا من أجل العدالة ناشدت الحكومة السعودية الإفراج عنه لأنه لم توجه له أي تهم يحبس بسببها، كما طالبتها باستشعار المسؤولية الإنسانية عنه لما يعانيه من مرضه، في ظل تسريبات لحقوقيين تقول بأنه قد تم منعه من الأدوية والتداوي، كما طالبت المملكة باحترام حرية الرأي] والتعبير ما دامت تتم وفق أطر القانون ولا تخرج عن السلمية واحترام مؤسسات الدولة.
اقرأ أيضًا: السلطات السعودية ترفض خروج الصويان لتشييع والدته
تعليق واحد