
في ظل استمرار النظام السعودي ارتكاب الجرائم الوحشية بحق المهاجرين الإثيوبيين على حدود المملكة مع اليمن، تكشف تقارير جديدة عن فظائع مرعبة وانتهاكات جسيمة قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية. القتل العشوائي، القصف المدفعي، الاغتصاب، التعذيب، والتعامل مع البشر كأهداف للرماية، ليست أفعالًا فردية، بل سياسة منهجية تقوم بها السلطات السعودية بحق آلاف المهاجرين الباحثين عن الأمان والرزق. هذه الفضيحة، التي تتكشف فصولها يومًا بعد يوم، لا يمكن أن تمر دون محاسبة دولية حقيقية.
وفقًا لشهادات الناجين والتقارير الحقوقية، فإن القوات السعودية فتحت النار بالمدافع الرشاشة والمدفعية على مجموعات من المهاجرين الإثيوبيين بين عامي 2019 و2024، ما أدى إلى مقتل المئات وإصابة آخرين بجروح مروعة. بعض الناجين تحدثوا عن رؤية الجثث المتحللة متناثرة على طول الحدود، وعن مهاجرين أجبروا على اختيار المكان الذي يريدون أن يُطلق عليهم الرصاص فيه، وعن آخرين أُجبروا على اغتصاب النساء تحت تهديد السلاح بعد تعرضهم لقصف مباشر.
هذه التقارير تؤكد أن ما يحدث ليس تجاوزات فردية أو حوادث معزولة، بل سياسة وحشية ممنهجة تتبناها السلطات السعودية لإبعاد المهاجرين، دون أدنى احترام للإنسانية أو للقوانين الدولية.
من جانبها، تدين منظمة معًا من أجل العدالة بأشد العبارات هذه الانتهاكات المروعة، وتطالب الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، والمنظمات الحقوقية الدولية باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف المجازر التي ترتكبها السعودية على حدودها، وتؤكد أن الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم هو مشاركة مباشرة في الجريمة، ولا يمكن للعالم أن يستمر في تجاهل المذبحة الجارية بحق المهاجرين.
إن هذه الممارسات الوحشية، التي تم توثيقها بشهادات ناجين وتأكيدها من قبل منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش، تستدعي فتح تحقيق دولي مستقل وإحالة المسؤولين عنها إلى العدالة. يجب أن تواجه السعودية عقوبات ملموسة، وليس مجرد الإدانات اللفظية التي لا قيمة لها.
في الوقت الذي تواصل فيه السعودية القتل والتنكيل بالمهاجرين على حدودها، تنفق المليارات لشراء صمت المجتمع الدولي عبر استثمارات ضخمة في الرياضة والفعاليات الدولية، مثل قرار الفيفا منح السعودية حق استضافة كأس العالم 2034، في ظل استمرار هذه الجرائم الوحشية، والذي يُعد وصمة عار على المنظمة الدولية، ويجعلها شريكًا في التغطية على جرائم ضد الإنسانية.
تطالب معًا من أجل العدالة الفيفا بمراجعة التزاماتها الأخلاقية والتهديد بسحب حق تنظيم كأس العالم من السعودية ما لم تتوقف عن هذه الانتهاكات البشعة، فلا يمكن الترويج لبلد كمركز عالمي للرياضة بينما يقتل الأبرياء على حدوده بدم بارد. إن الفيفا ملزمة بعدم توفير غطاء رياضي لدولة ترتكب المجازر بحق اللاجئين والمهاجرين.
لم يعد مقبولًا أن تستمر السعودية في شراء نفوذها السياسي والدبلوماسي بالمال، بينما تتلطخ أيديها بدماء الأبرياء. المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وفرض عقوبات صارمة ضد السلطات السعودية.
إن استمرار هذه الجرائم بحق المهاجرين يكشف حقيقة النظام السعودي الذي لا يتردد في سحق أرواح الأبرياء لتحقيق أهدافه السياسية والاقتصادية، والسكوت عن هذه المجازر هو مشاركة في القتل والتعذيب والاغتصاب.
إن معًا من أجل العدالة تحذر من أن عدم التحرك ضد هذه الانتهاكات سيشجع النظام السعودي على التمادي في جرائمه، وسيجعل العالم شريكًا في هذه الوحشية، وتشدد على ضرورة التحرك العاجل لوقف الكارثة الآن قبل أن تسقط المزيد من الأرواح.