تقارير

المسنّة عائشة المهاجري رهن الاحتجاز منذ أكثر قرابة خمس سنوات بسبب دروس لتحفيظ القرآن

تُجدد منظمة معًا من أجل العدالة مناشداتها العاجلة للمجتمع الدولي من أجل التدخل الفوري لإنقاذ المعتقلة المسنّة عائشة المهاجري، التي لا تزال محتجزة في السجون السعودية منذ قرابة خمسة أعوام في ظروف قاسية وغير إنسانية، على خلفية نشاط ديني سلمي تمثل في عقد دروس لتحفيظ القرآن الكريم داخل منزلها.

تبلغ عائشة المهاجري اليوم نحو 70 عامًا، ولا تزال رهن الاحتجاز دون أي سند قانوني واضح، محرومة من حريتها ومن أبسط حقوقها الأساسية كامرأة وكشخص من كبار السن. وحتى اللحظة، لم تُعلن السلطات السعودية رسميًا عن الأسباب الحقيقية لاعتقالها، كما تعرض أبناؤها للتهديد بالاعتقال في حال حاولوا السؤال عنها أو المطالبة بمعرفة أي تفاصيل تتعلق بملفها أو وضعها القانوني.

تعود وقائع الاعتقال إلى فبراير/شباط 2021، حين داهمت قوة أمنية منزل عائشة المهاجري في مدينة مكة المكرمة، وقامت باعتقالها واقتيادها إلى سجن ذهبان. ومنذ لحظة اعتقالها، حُرمت من حقها في التواصل مع محامٍ، ولم يتم إبلاغها أو عائلتها بأي أسباب قانونية واضحة تبرر احتجازها، كما ترفض السلطات السماح لعائلتها بالتواصل المنتظم معها أو زيارتها، في مخالفة صريحة لما تنص عليه القوانين المحلية ذاتها.

وبحسب مصادر خاصة، فإن سبب احتجاز عائشة المهاجري يعود إلى تنظيمها دروسًا لتحفيظ القرآن الكريم في منزلها دون الحصول على ترخيص رسمي. ورغم طبيعة هذا النشاط السلمي، لم يتم اتخاذ أي إجراء قانوني شفاف بحقها، ولم تُعرض على محكمة مختصة، كما لم يُتح لها أو لعائلتها سلوك المسارات القانونية المعتمدة للطعن في احتجازها أو المطالبة بالإفراج عنها، ما يجعل استمرار احتجازها اعتقالًا تعسفيًا مكتمل الأركان.

إن ما تتعرض له عائشة المهاجري يشكل انتهاكًا جسيمًا لكرامتها الإنسانية، حيث تُحتجز في ظروف سيئة، وتُحرم من عائلتها التي تعيش تحت التهديد المستمر، فضلًا عن حرمانها من حقوقها القانونية الأساسية. كما تعرضت لحملات تشويه ممنهجة على وسائل التواصل الاجتماعي، تديرها شبكات إلكترونية مرتبطة بالسلطات، بهدف الإساءة إلى سمعتها، في نمط متكرر يُستخدم ضد معتقلي الرأي وكل من يُنظر إليهم على أنهم خارجون عن الإطار الذي تفرضه السلطة.

إن اعتقال المهاجري جرى بصورة غير قانونية منذ بدايته، كما أن استمرار احتجازها في ظل هذه الظروف القاسية والانتهاكات المتواصلة لحقوقها الإنسانية والقانونية يشكل خطرًا حقيقيًا على حياتها، لا سيما في ظل تقدمها في السن، وما يستلزمه ذلك من رعاية صحية خاصة وبيئة إنسانية ملائمة لا تتوفر داخل السجون السعودية.

تطالب منظمة معًا من أجل العدالة بالإفراج الفوري والعاجل عن السيدة عائشة المهاجري، وضمان سلامتها الجسدية والنفسية، وتمكينها من العودة إلى أسرتها دون قيد أو شرط. كما تطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين من كبار السن، الذين يشكل استمرار احتجازهم داخل السجون السعودية خطرًا داهمًا على حياتهم، وتحمل السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن أي أذى قد يلحق بهم نتيجة هذه الممارسات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى