بسبب انتقاد وجبة طعام… السلطات السعودية تعتقل مواطن ليبي وتعرضه للتعذيب النفسي والجسدي

إرهاب السلطات السعودية وصل إلى حد اعتقال الأشخاص لانتقادهم وجبات الطعام… هذا ليس من ضرب الخيال، إنه الواقع المرير الذي فضحه ما حدث مع المواطن الليبي محمد الويشي، والذي اعتقل في 30 مارس/آذار الماضي على خلفية نشره مقطع مصور على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يعطي وجبة طعام من مطعم “الرومانسية” تقييم سلبي.
بعد نشر المقطع المُشار إليه، انهالت التعليقات السلبية المسيئة لشخص محمد الويشي، واشتملت على العديد من العبارات العنصرية، وبفحص هذه الحسابات اتضح أن معظمها تابع للذباب الإليكتروني الذي يعتمد عليه النظام السعودي للترويج لأجندته وتلميع صورته، بالإضافة إلى ذلك، تم تحرير مئات البلاغات ضد الويشي، جزء كبير منها تم عبر منصة الوشاية الإليكترونية “كلنا أمن”، وبناء عليه صدر أمر بضبطه وإحضاره.
محمد الويشي تعرض لجملة من الانتهاكات النفسية والجسدية والقانونية، إذ حُرم من اختيار محام للدفاع عنه، وأجبر على قبول محام عينته المحكمة، وبحسب العائلة فإن هذا المحام لا يمدهم بأي معلومات، ولا يولي الملف الاهتمام المطلوب، كما لا يرد على اتصالات الويشي ويرفض لقائه.
وبحسب العائلة كذلك فإن الأصفاد تسببت في إصابة الويشي بالتهابات وتقرحات، وأن بالالتهاب والتقرح والانتفاخ في قدمه بدأ يتجاوز منطقة الركبة، ولم تفلح حتى وساطات السفارة الليبية في المملكة بتعجيل عمليته الجراحية العاجلة.
وأضافوا أنه يتعرض لمضايقات واعتداءات وشتائم بشكل يومي من قبل السجانين، وبعض السجناء الجنائيين، ومن الشتائم التي يسمعها الويشي باستمرار داخل السجن: “يا طفرة الطليان، يا بربري”، وشتائم أخرى لم يتعرف الويشي على معناها.
كما أُصيب الويشي بما يُسمى بقرحة الفراش، والتهابات جلدية في عموم جسده؛ بسبب انعدام النظافة والتعقيم داخل السجن، بالإضافة إلى إخباره عائلته أنه يفكر في الانتحار للتخلص من الوضع المزري الذي يعاني منه داخل السجن دون ارتكاب أي جريمة.
إننا في “معًا من أجل العدالة” نحمل السلطات السعودية مسؤولية سلامة صحة المعتقل الليبي محمد الويشي، ونؤكد أن اعتقاله غير قانوني منذ البداية ويجب الإفراج عنه فورًا، ونقله للمستشفى لاستكمال علاجه قبل وصول حالته الصحية لمرحلة متأخرة يصعب التعامل معها بعد ذلك.



