
في الذكرى السابعة لاعتقال الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي وأبنائه، تجدّد منظمة “معاً من أجل العدالة“ إدانتها لاستمرار احتجازهم التعسفي، وتؤكد أن ما تعرضت له هذه العائلة منذ يوليو/تموز 2018 يُعد نموذجًا صارخًا لسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها السلطات السعودية بحق أصحاب الرأي والمفكرين وأسرهم.
اعتُقل الشيخ الحوالي، وهو في حالة صحية حرجة، بعد نشره كتابًا بعنوان “المسلمون والحضارة الغربية“، انتقد فيه سياسات ولي العهد محمد بن سلمان، ودور الأنظمة المتحالفة مع الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة. لم يكن هذا الاعتقال الأول في مسيرة الشيخ الفكرية؛ فقد سبق أن سُجن مرتين خلال التسعينيات بسبب مواقفه الإصلاحية، لكن ما ميّز حملة 2018 هو شمولها أبناءه الأربعة وشقيقه، الذين اقتيدوا في عمليات مداهمة إلى أماكن مجهولة وتعرضوا لاختفاء قسري وتعذيب وحرمان من الحقوق القانونية.
منذ لحظة اعتقاله، تم حرمان الشيخ الحوالي من الرعاية الطبية الأساسية، رغم معاناته من كسر في الحوض، وسكتة دماغية سابقة، وفشل كلوي جعله في حاجة دائمة إلى رعاية صحية متخصصة، لا سيما بعد تبرّع ابنه عبد الله له بإحدى كليتيه. وعلى الرغم من التقارير الدولية، ومن بينها إدانة صادرة عن لجنة الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مايو/أيار 2024، استمرت السلطات السعودية في تجاهل المطالبات بالإفراج عنه أو نقله للعلاج، وهو ما يُعد شكلًا من أشكال التعذيب وسوء المعاملة.
ولم تتوقف الانتهاكات عند الشيخ فقط، بل طالت أبناءه بصورة غير قانونية. إذ تم الحكم على عبد الرحمن الحوالي بالسجن 17 عامًا بعد أن كانت العقوبة 7 سنوات، كما رُفعت عقوبة عبد الله إلى 16 عامًا، وعبد الرحيم إلى 15 عامًا، وشقيق الشيخ سعد الله إلى 14 عامًا، في محاكمات سياسية خلت من الشفافية، وعُقدت دون حضور محامين أو تمكينهم من الدفاع عن أنفسهم.
الأسوأ من ذلك أن نجله عبد الرحمن الحوالي يعاني من إهمال طبي متعمد رغم وضعه الصحي الحرج، إذ يمتلك كلية واحدة فقط، ويحتاج إلى نظام غذائي ورعاية طبية خاصة، إلا أن السلطات تتعمد الإمعان في التنكيل به كوسيلة للضغط على والده.
لقد تحوّلت مأساة عائلة الحوالي إلى رمز للواقع القمعي في السعودية، حيث تُمارس السلطة القمع لا على الأفراد فقط، بل على عائلاتهم وأقرب الناس إليهم، في تجاوز فاضح للقانون الدولي ومبادئ العدالة.
إننا في منظمة “معاً من أجل العدالة“، ومع مرور سبع سنوات على هذا الظلم الممتد، نُجدّد مطالبتنا بـ:
- الإفراج الفوري وغير المشروط عن الشيخ سفر الحوالي وأبنائه وجميع أفراد أسرته المحتجزين.
- نقل الشيخ الحوالي إلى مستشفى متخصص لتلقي الرعاية الصحية اللازمة بشكل عاجل.
- إلغاء كافة الأحكام الجائرة الصادرة ضد أبنائه وشقيقه، وإعادة النظر في قضاياهم أمام قضاء مستقل وعادل.
- فتح تحقيق دولي في وقائع التعذيب والانتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها هذه الأسرة، ومحاسبة المتورطين.
- دعوة المجتمع الدولي والهيئات الأممية إلى التحرك العاجل لوقف سياسة العقاب الجماعي والضغط من أجل إنهاء القمع الممنهج في المملكة.
ما تعرضت له عائلة الشيخ سفر الحوالي لا يمكن تسميته سوى بالجريمة المركبة التي جمعت بين القمع والتنكيل والتعذيب والإهمال الطبي، في مشهد يعكس طبيعة النظام القائم على إسكات كل صوت مختلف مهما كان سلميًّا أو مخلصًا.