ثماني سنوات على اعتقال الشيخ نايف الصحفي… حكم جائر وانتهاكات متواصلة

تتابع منظمة معًا من أجل العدالة بقلق بالغ مرور ثماني سنوات على اعتقال الشيخ الإصلاحي الوسطي نايف الصحفي، الذي اعتقلته السلطات السعودية في سبتمبر/أيلول 2017 ضمن حملة قمعية غير مسبوقة شنّها ولي العهد محمد بن سلمان ضد رموز تيار الصحوة والدعاة وأصحاب الفكر المستقل.
نايف الصحفي، الذي عُرف بخطابه الوسطي الإصلاحي ودعوته لنهج معتدل بعيد عن التشدد، لم يكن يومًا طرفًا في أي نشاط عنيف أو متطرف، بل كان صوته داعيًا للإصلاح والنصح، ومع ذلك تعرّض للاعتقال القسري والإخفاء لسنوات قبل أن تصدر بحقه المحكمة الجزائية المتخصصة في 2020 حكمًا جائرًا بالسجن عشر سنوات، في محاكمة سرية افتقرت لأبسط معايير العدالة، ولم يُكشف خلالها عن تهم واضحة أو أدلة حقيقية، بل مُنع من الدفاع عن نفسه أو توكيل محامٍ مستقل.
منذ ذلك الحين، يقبع الشيخ نايف الصحفي في السجن دون أي حقوق إنسانية أساسية، حيث حُرم من التواصل مع أسرته، ومُنعت عنه الزيارات بشكل كامل، كما انقطعت أخباره منذ فترة طويلة، الأمر الذي يثير مخاوف جدية حول وضعه الصحي والنفسي، خصوصًا في ظل التقارير المتكررة عن سوء أوضاع السجون في المملكة، وما يتعرض له معتقلو الرأي من إهمال طبي متعمد، وظروف احتجاز غير إنسانية تصل إلى حد التعذيب النفسي والجسدي.
إن منظمة معًا من أجل العدالة تؤكد أن استمرار اعتقال الشيخ نايف الصحفي يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والمعاهدات التي صادقت عليها السعودية، وعلى رأسها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، حيث إن الحكم الصادر بحقه قائم على اعتقال تعسفي وإخفاء قسري، ما يجعله حكمًا باطلًا من الأساس لا يجوز الاعتراف به قانونيًا أو إنسانيًا.
وبهذه المناسبة، تجدد المنظمة مطالبتها للسلطات السعودية بـ:
- الإفراج الفوري وغير المشروط عن الشيخ نايف الصحفي.
- إلغاء الحكم الجائر الصادر بحقه في محاكمة باطلة وسرية.
- تمكينه من كافة حقوقه الإنسانية والقانونية، وعلى رأسها التواصل مع أسرته ومحاميه.
- فتح تحقيق مستقل وشفاف في ظروف اعتقاله ومعاملته داخل السجن.
وتحمل معًا من أجل العدالة النظام السعودي المسؤولية الكاملة عن حياة الشيخ نايف الصحفي وسلامته الجسدية والنفسية، وتدعو المجتمع الدولي والمنظمات الأممية للتحرك العاجل من أجل إنهاء معاناته، والضغط على السلطات السعودية لوقف سياسة الاعتقال التعسفي الممنهجة التي تستهدف المصلحين وأصحاب الرأي.