قالت منظمة “معاً من أجل العدالة” إن أخبار المعتقل الإصلاحي إبراهيم هائل اليماني لا تزال منقطعة منذ نقله في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى زنزانة أخرى بها متطرفين سبقوا وهددوه بالقتل مرات عديدة، وبالرغم من استغاثة اليماني أكثر من مرة بالإدارة لحمايته، تم تجاهل طلباته ونقل رغما عنه للاحتجاز معهم.
اعتقل الأكاديمي والفقيه السعودي إبراهيم هائل اليماني قبل أكثر من أربع سنوات ضمن حملة سبتمبر/أيلول 2017 الشرسة التي طالت العلماء والمفكرين والأكاديميين والمعارضين والنشطاء وبعض الخصوم المحتملين للحاكم الفعلي للبلاد ولي العهد محمد بن سلمان، ومنذ ذلك الحين وموقفه القانوني غير واضح.
والدكتور إبراهيم اليماني هو إصلاحي سعودي، حاصل على دكتوراة في التشريع الجنائي، وماجستير في أصول الفقه، وهو عضو هيئة تدريس في جامعة طيبة، ومستشار قانوني في ذات الجامعة، وعضو لجنة الطعون في الانتخابات البلدية سابقا، ومفت سابق في المسجد النبوي، وعضو هيئة تدريس سابق في جامعة “محمد بن سعود”.
كالعادة، حُرم اليماني من أبسط حقوقه القانونية في أن يتمكن من توكيل محامي لتمثيله أمام القضاء الذي أصبح بدوره أداة في يد النظام لتصفية الخصوم والمعارضين.
وبحسب مصادر خاصة، عرض اليماني لأول مرة على محكمة قضائية في سبتمبر/أيلول 2018، يُحاكم خلالها على تهم لم يرتكبها وجرائم ملفقة تستند على اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب النفسي والجسدي والإكراه.
وفقاً لنشطاء وحقوقيين، فإن السبب الرئيسي وراء اعتقال اليماني أنه كان من الداعين للإصلاح المجتمعي وتعزيز مبادئ الديموقراطية، وهي أمور يرفضها النظام الحالي في المملكة.
بدورنا نؤكد أن المحاكمة التي يواجهها اليماني تفتقر إلى أدنى معايير العدالة، كما أنها تُجرى بصورة سرية، حيث لا يسمح لعائلته، أو أي محامي، أو وسيلة إعلام، أو جهة رقابية محايدة حضور الجلسات، أو الاطلاع على بيان التهم وتفاصيل الاستجوابات.
الانتهاكات القانونية ونقله إلى زنزانة أخرى حيث يوجد من يهدده بالقتل فيها ليست الانتهاكات الوحيدة التي تعرض لها اليماني، بل يعاني منذ بداية اعتقاله من أوضاع احتجاز قاسية وغير إنسانية، يُحرم بصورة متعمدة من أبسط حقوقه، كالخروج من الزنزانة والتواصل مع العائلة، ومع بداية جائحة كورونا حُرم اليماني وغيره من المعتقلين من التواصل مع العالم الخارجي أو تلقي زيارات من العائلة، فضلاً عن تعريضه للإهمال الطبي ما ساهم في تدهور حالته الصحية.
وبحسب مصادر خاصة، يتعرض اليماني للضرب المبرح والتعذيب بوحشية ما يتسبب أحياناً في إصابات بالغة يصعب التعايش معها، كما حدث قبل حوالي عامين حين اعتدى عليه بعض السجانين بالضرب ما نتج عنه كسر في مشط القدم.
إننا نحذر من المخاطر التي تواجه حياة الداعية المعتقل الدكتور إبراهيم اليماني داخل مقر احتجازه، محملين إدارة سجن الحائر -حيث يُحتجز اليماني- مسؤولية أي مكروه قد يتعرض له.
ونؤكد أن ما يتعرض له اليماني هو خرق صريح لقوانين ومعاهدات حقوق الإنسان، وتناقض صارخ بين الواقع وبين الادعاءات الحكومية بأن المملكة في طريقها للإصلاح والتجديد، مشددين على أن ما يعانيه المعتقلون السياسيون في السجون أشبه باستبداد العصور الوسطى.