كيف أربي بناتي بجوار المرقص .. رأي شاب سعودي أدخله السجن
حزام الأحمري، شاب سعودي ثلاثيني، يعمل موظفا في ميناء جدة البحري، في أول أيام شهر فبراير من العام 2020، نشر على صفحته على موقع التيك توك مقطعا مصورا لمرقص جديد افتتحه السلطات السعودية بجوار بيته ومسجد الحي الذي يقيم فيه، وهو يقول أخبروني كيف أربي بناتي قرب المرقص، تلك هي الكلمة التي قالها الشاب السعودي معبرا بها عن رأيه في التغييرات التي يقوم بها ولي العهد في المملكة، ولم تمض أيام ثلاثة عليه حتى نشر حساب معتقلي الرأي على موقع تويتر تغريدة قال فيها: تأكد لنا خبر #اعتقال_حزام_الأحمري، وهو موظف في ميناء جدة البحري، وقد تم تم الاعتقال بتاريخ 10 فبراير الماضي على خلفية فيديو أبدى فيه رأيه بوجود “مرقص” قرب بيته، ويقول فيه “كيف أربي بناتي قرب مرقص”!
من جانبها قالت منظمات حقوقية إن قوة تابعة لجهاز المباحث التابع لرئاسة أمن الدولة في السعودية قامت باعتقال حزام الأحمري، بعدما وصف الملهى الليلي المعني بأنه الثمن الذي يجب دفعه مقابل خطة “رؤية 2030″، واقتيد إلى مكان غير معلوم، ثم تم محاكمته بعد اتهامه بموجب المادة 6 من قانون مكافحة الجرائم المعلوماتية لعام 2007، بعدما أعلنت السلطات السعودية بأن الأحمري تم إيداعه سجن ذهبان المركزي بمدينة جدة.
حرمان من كافة الحقوق.
بعد نبأ اعتقاله بفترة قالت المنظمات الحقوقية أن الأحمري قد تم منعه تماما من كافة حقوقه القانونية والإنسانية، حيث نشر حساب معتقلي الرأي تغريدة قال فيها: للعلم، تم حرمان الشاب حزام الأحمري من الاتصالات ومن توكيل محام، وتم توجيه تهمة تأليب الرأي العام، له تحت المادة 6 من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية
في السياق نفسه قالت منظمة معا من أجل العدالة، إن ما تعرض له حزام الأحمري يعد انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان، إذ لم يرتكب جريمة في حق الدولة ولا السلطة، بل كانت كلماته مجرد تعبير عن رأي لا يقابل بحال من الأحوال بالاعتقال والسجن، وإنما يناقش فيه، كما أدانت المنظمة حرمانه من حقوقه القانونية والإنسانية، بعد منعه من القيام بتوكيل محام للدفاع عنه، والتواصل مع أهله وأسرته، وهو ما يشكك في نزاهة المحاكمة التي قالت السلطات السعودية أنه قد خضع بعد اتهامه بعدة تهم من بينها تأليب الرأي العام ضد الدولة، ومخالفة نظام مكافحة الجرائم الإلكترونية، كما طالبت بتمكينه من كافة حقوقه التي يضمنها له القانون في المملكة ومواثيق حقوق الإنسان.
وفي السادس من ديسمبر من العام 20230 نشرت صفحة معتقلي الرأي تغريدة أكدت فيها الحكم على حزام الأحمري بالسجن لمدة أربع سنوات، وغرامة قيمتها 80 ألف ريال سعودي، وعلى إثرها شككت المنظمات الحقوقية خضوعه للمحاكمة وأن هذا مجرد قرار سياسي تأديبي له، إذ لم تسمع أي من المنظمات ولم تصل إليها أية أخبار عن المحاكمة ولا أين عقدت، ولا متى عقدت، كما تواردت أخبار إلى منظمة القسط الحقوقية أن عددا كبيرا من المحامين تخوف أن يتابع إجراءات اعتقال ومحاكمة الأحمري خوفا من اعتقالهم من قبل السلطات السعودية.
غضب واسع
قوبل الحكم على حزام الأحمري بغضب واسع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة وخارجها، حيث نشر الكثير من المدونين والحقوقيين تغريدات عبرت عن أسفهم لما تم في حق المواطن السعودي، وعن الواقع الحقوقي المتردي الذي وصلت إليه المملكة بعد تولي محمد بن سلمان العهد، وناشدوا المنظمات الحقوقية بالعمل الدؤوب للمطالبة بالإفراج عن الأحمري، ورفع الظلم عنه.
اقرأ أيضاً :
بينها محاكمة من “عذبها”.. 7 مطالب أساسية قبيل الإفراج عن لجين الهذلول
2 تعليقات