تقارير

أرملة خاشقجي تناشد نجم التنس رافاييل نادال بإلغاء عقده مع قتلة زوجها

في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفي خطوة صادمة لجماهير التنس أصحاب الضمائر الحية، وقع الإسباني رافائيل نادال عقدًا بملايين الدولارات ليصبح سفيرًا للتنس في المملكة العربية السعودية، على الرغم من سجل حقوق الإنسان المروع للدولة في الشرق الأوسط تجاه حرية الرأي والتعبير.

من ناحيتها ناشدت المصرية حنان العتر أرملة الصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي نجم التنس رافائيل نادال بالتراجع عن هذه الصفقة الملوثة بالدماء، مُشيرة إلى أن دماء زوجها لم تجف بعد لأن قاتليه لا يزالوا أحرارًا لم يتعرضوا لمحاسبة حقيقية ومساءلة جادة.

وكان نادال الفائز ببطولة ويمبلدون مرتين قد وقع عقدًا مربحًا للعمل مع الاتحاد السعودي للتنس (STF) ، تم الإعلان عن هذه الخطوة يوم الاثنين، حيث نشر نادال إعلانًا على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لدوره الجديد.

بالرغم من أن العملية تبدو في ظاهرها رياضية بحتة، لكن واقع الأمر أن نادال انضم لترسانة “الأسلحة الرياضية السعودية”، أو ما يُعرف بـ “الغسيل الرياضي”، حيث ينفق النظام السعودي المستبد ملايين الدولارات في المجال الرياضي للتغطية على سجله المروع ضد حقوق الإنسان وجرائمه الوحشية ضد المعارضين والمدنيين في دول أخرى مثل اليمن على سبيل المثال.

منذ صعوده للسلطة عام 2017، شن نظام محمد بن سلمان حملة مسعورة ضد المعارضين والنشطاء والناقدين على مختلف توجهاتهم وأيدولوجياتهم، واعتقل المئات منهم، فيما اضطر الكثيرون لمغادرة البلاد، والذين لم يسلموا من بطشه بطبيعة الحال، مثل الصحفي السعودي في واشنطن بوست جمال خاشقجي، الذي قُتل وقُطعت أوصاله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018 على يد فرقة اغتيال خاصة سعودية أُرسلت بأوامر مباشرة من محمد بن سلمان كما خلصت التحقيقات الأممية والاستخباراتية الدولية.

ومتجاهلًا كل انتهاكات النظام السعودي وحالة القمع السائدة في المملكة، روج نادال لدوره الجديد في السعودية بكل فخر ونشر قائلًا “في زيارتي الأخيرة للمملكة، رأيت اهتمامًا بالرياضة… أريد أن أكون جزءًا من هذا الدور المتمثل في تنمية رياضة التنس حول العالم… يتطلع الأطفال إلى المستقبل ورأيت أنهم متحمسون للرياضة … أريد ذلك شجعهم على حمل المضرب والاستمتاع بفوائد الحياة الصحية.”

لكن أرملة خاشقجي سرعان ما ردت عليه قائلة “من فضلك لا تنسَ إرث زوجي جمال خاشقجي”. كما انتقد العديد من أساطير التنس من استثمار النظام السعودي في التنس، مثل جون ماكنرو الذي قال “دعونا نضع الأمر بهذه الطريقة: المال هو الذي يتحدث… أنا شخصيًا لا أتفق مع ما تقول إنك شاهدته في السعودية… هل تسخر بنا! ترى الإصلاحات في لعب السيدات نهائيات اتحاد لاعبات التنس المحترفات هناك؟ هل أنت متأكد أن النساء يُعاملن بشكل جيد في السعودية”.

لم تتعرض الحكومة السعودية، وأي من أفرادها، إلى عقوبة قانونية حقيقية من قبل المجتمع الدولي بسبب اغتيال خاشقجي، وغيرها من الجرائم المروعة الأخرى، باستثناء بعض الانتقادات والإدانات التي تعتبر حبر على ورق، كما لم تغير من موقف الحكومات والأنظمة المختلفة تجاه النظام السعودي، حيث لا يزالون متمسكون بالتعاون معه وتقديم الدعم المطلوب له: عسكرياً ودبلوماسياً.

إننا نشدد على ضرورة وقف التعاون الدولي مع النظام السعودي في أي جانب، بما فيه الجانب الرياضي، حتى يتم ضمان تحسين ملف حقوق الإنسان في المملكة، والإفراج عن معتقلي الرأي وفتح تحقيقات في الانتهاكات التي ارتكبت ضد المعارضين وعائلاتهم في الداخل والخارج، وكذلك وقف حرب اليمن، مع ضمان إحالة كافة المتورطين في هذه الجرائم للمساءلة القانونية، بما فيهم محمد بن سلمان شخصيًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى