أين سعيد الشهراني؟… إعلامي سعودي مختفي قسريًا منذ أكثر من 4 سنوات بسبب التدوين
في أواخر عام 2019 اعتقلت السلطات السعودية الإعلامي السعودي سعيد الشهراني دون إذن قضائي، وتم اقتياده إلى مكان مجهول ولم يُعلن عن مكانه حتى اللحظة، كما لم تعلن السلطات عن السبب الحقيقي لاعتقاله، لكن كل الشواهد تؤكد أن رأيه ببعض سياسات ولي العهد محمد بن سلمان يقف وراء فقدانه حريته.
سعيد الشهراني هو مقدم برامج في قناة بداية، عُرف عنه جرأته في طرح المواضيع، وفي تعبيره عن رأيه مهما كانت حساسية الموضوع الذي يتناوله، لذلك لم يكن يخفي آراؤه الحقيقية حول سياسات ولي العهد وبعض الإجراءات التي اتخذها تحت بند الإصلاح، لكن هذا السلوك كلفه حريته، وربما حياته في ظل انقطاع أخباره منذ اعتقاله قبل أكثر من 4 سنوات.
لم تُعلن السلطات السعودية سبب اعتقاله بعد، كما لم تسمح لعائلته بالتواصل معه أو معرفة ظروف ومكان اعتقاله، لكن مصادر خاصة أكدت أن الفيديوهات التي كان يشاركها عبر منصات التواصل الاجتماعي ينتقد من خلالها بعض سياسات النظام تسببت في القبض عليه واخفائه قسريًا، في إجراء انتقامي معتاد من قبل النظام السعودي ضد كل من يفكر أن يعارض أو ينتقد حتى لو عبر تغريدة أو مقطع فيديو.
تؤكد منظمة معًا من أجل العدالة أن اعتقال الأشخاص بتهم حرية التعبير يعد انتهاكًا للاتفاقيات والمواثيق الدولية ويشكل انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان، إذ تنص المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على أن “لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير. ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود.”
وتهيب المنظمة بالمجتمع الدولي التحرك بفعالية لإنهاء ظاهرة الاختفاء القسري والتعذيب والاحتجاز التعسفي، وتدعو أيضًا إلى إجلاء مصير جميع الأفراد الذين اختفوا قسريًا في المملكة العربية السعودية، مطالبة بمحاسبة الأشخاص المسؤولين عن هذه الانتهاكات أمام القانون المحلي أو الدولي.
كما تدعو منظمة معًا من أجل العدالة السلطات السعودية إلى وقف حملات الاعتقال والاستدعاء خارج نطاق القضاء، والإفراج عن جميع المعتقلين بتهم حرية التعبير، والتوقف عن ملاحقة النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان.