صحافة عالمية

إخلاء سبيل سعد الماضي بعد عام ونصف من الاعتقال التعسفي لكن حظر السفر لا يزال قائمًا

ترجمة عن الغارديان

أعلنت عائلة المواطن الأمريكي/السعودي سعد الماضي وصوله المنزل بسلام بعد إخلاء سبيله صباح اليوم 21 مارس/آذار الجاري وإسقاط كافة التهم الموجهة إليه وإلغاء الحكم الصادر ضده بالسجن 19 عامًا لنشره عدد من التغريدات الناقدة للنظام السعودي عبر تويتر.

سعد إبراهيم الماضي، 72 عامًا مواطن أمريكي من أصل سعودي، اعتقل عام 2021 لنشره تغريدات تنتقد تورط النظام السعودي في حرب اليمن ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018.

في أكتوبر / تشرين الأول، صدر حكمًا من المحكمة الجزائية المتخصصة بالسجن على الماضي لمدة 16 عامًا، وفي فبراير/شباط الماضي قال نجله إبراهيم إن العقوبة مددت إلى 19 عامًا قبل الإفراج المفاجئ عنه يوم الثلاثاء.

في تصريحات خاصة لوكالة فرانس برس، قال إبراهيم نجل سعد الماضي “نعم، أطلق سراحه قبل خمس ساعات… إنه الآن في منزله في الرياض.”

وبالرغم من إسقاط التهم عنه، أكد إبراهيم أن “حظر السفر الذي فرض عليه لا يزال قائمًا… لا يمكن لوالدي مغادرة البلاد… سنستمر في النضال من أجل إلغاء هذا القرار وضمان عودته إلى الولايات المتحدة حتى يتمكن من تلقي العلاج لأنه يعاني من مرض السكري ومشاكل في الظهر”.

قضية الماضي كانت سببًا في تصاعد التوترات بين الرياض وواشنطن، الشريكين القدامى اللذين اختلفا مؤخرًا حول قضايا من بينها حقوق الإنسان وخفض إنتاج النفط الذي وافقت عليه منظمة أوبك + كارتل، ومع تمسك السلطات السعودية بحظر السفر فإن هذه التوترات مرشحة للتصاعد.

حول قضية الماضي قالت وزارة الخارجية الأمريكية العام الماضي “أثرنا مخاوفنا باستمرار وبشكل مكثف فيما يتعلق بالقضية على المستويات العليا في الحكومة السعودية… لا ينبغي أبدًا تجريم ممارسة حرية التعبير”.

تتعرض المملكة الخليجية لانتقادات بسبب سجنها النشطاء والمعارضين، وإصدار أحكام قضائية قاسية ومشددة ضدهم بالرغم من أن تهمتهم وباعتراف النظام لا تتعد سوى بعض التغريدات الناقدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

نورة القحطاني، أم لخمسة أطفال في أواخر الأربعينيات من عمرها، حُكم عليها العام الماضي بالسجن 45 عامًا لاستخدامها تويتر، فيما حُكم على سلمى الشهاب، طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز البريطانية، بالسجن 34 عامًا بتهمة مساعدة معارضين يسعون إلى “الإخلال بالنظام العام” بإعادة تغريد منشوراتهم.

سبق لإبراهيم الماضي أن أطلع وكالة فرانس برس على قائمة بتدوينات على تويتر قال إنها استُخدمت كدليل ضد والده – وهي معلومات قال إنها أكدتها وزارة الخارجية.

إحدى التغريدات كانت تنتقد الضرائب، وأخرى كانت تنتقد “أعمال هدم مثيرة للجدل في مكة المكرمة”، وكذلك هدد جدة، فيما تساءل الماضي عبر إحدى تغريداته عن سبب عجز المملكة العربية السعودية عن منع هجمات المتمردين الحوثيين من اليمن الذي مزقته الحرب حيث تقود المملكة تحالفًا عسكريًا لدعم الحكومة المعترف بها دوليًا.

تدوينة أخرى تحدثت عن “تضحية” خاشقجي، الذي أثار قتله على يد عملاء سعوديين داخل قنصلية المملكة في اسطنبول غضبًا عالميًا.

وقال إبراهيم إن المسؤولين السعوديين وجدوا أيضًا صورة كاريكاتورية ساخرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، على هاتف والده الذي أفرج عنه حديثًا، وحسب إبراهيم فإن السلطات أفرجت عنه مقابل عدم الحديث عن ظروف اعتقاله وملابسات قضيته.

وأضاف إبراهيم “لقد أجبروه على التوقيع على ورقة حتى لا يتحدث عن ظروف اعتقاله… أنا من أتحدث الآن، لأنني أريد زيادة الضغط لإعادته إلى المنزل … إذا كان الأمر متروكًا له، فسيظل صامتًا حيال ذلك… يعتقد أنه أفضل حالًا الآن بالرغم من سوء وضعه… لذلك لن نتوقف عن الحديث والضغط لرفع حظر السفر عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى