إلى مايك بومبيو: لماذا تسيئ اليوم للراحل خاشقجي… ألم يكن حماية مؤخرة بن سلمان كافيًا!
عبرت منظمة “معًا من أجل العدالة” عن استيائها الشديد من تصريحات وزير الخارجية الأمريكي في عهد ترامب مايك بومبيو الأخيرة عن الصحفي الراحل جمال خاشقجي، والتي حاول فيها تشويه سمعته واتهامه بدعم الإرهاب والتقليل من قدراته المهنية كصحفي.
في كتابه Never Give an Inch: Fighting for the America I Love قال بومبيو إن خاشقجي لم يكن الصحفي المخضرم الذي يستحق كل هذا التعاطف الإعلامي والدولي حول وفاته “نعم لم يكن يستحق الموت.. لكنه لم يكن بوب وودوارد السعودية كما ادعى البعض”.
بوب وودوارد هو صحفي أمريكي مخضرم يحظى بتاريخ حافل في الصحافة وله مكانة عالية في هذا المجال يرى بومبيو أن خاشقجي لا يستحقها وتاريخه المهني لا يرقى لأن يحظى بهذا الكم الهائل من التعاطف.
قُتل خاشقجي عام 2018، حين دخل إلى القنصلية السعودية في إسطنبول في 02 أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام للحصول على وثيقة تمكنه من الزواج من خطيبته التركية خديجة جنكيز التي كانت تنتظره في الخارج، والتي أبلغت عن اختفائه حين لم يخرج مرة أخرى.
بعد فترة وجيزة من اختفائه انتشر خبر اغتيال خاشقجي، إذ أعلنت السلطات التركية أنه قُتل داخل القنصلية وقُطعت أوصاله، وبعد أشهر من التحقيقات من قبل السلطات المختلفة والأمم المتحدة والمخابرات الأمريكية خلصت النتائج إلى أن فريقًا من عملاء تابعين للنظام السعودي قاموا بتنفيذ الجريمة بأوامر شخصية من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.
وتابع ” كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، كان خاشقجي مرتاحًا مع جماعة الإخوان المسلمين الداعمة للإرهاب”، رُغم أن الولايات المتحدة لم تُصنف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية.
الجريمة وقعت في ظل إدارة ترامب التي كان بومبيو جزءًا منها، وهي الإدارة التي منعت إصدار تقرير المخابرات الذي يدين محمد بن سلمان في الجريمة كما استخدم ترامب حق الفيتو ضد الكونجرس حين أراد ملاحقة بن سلمان، بل خرج ترامب متفاخرًا بأنه “أنقذ مؤخرة بن سلمان” في إشارة إلى أنه وفر له حماية من مساءلة دولية عن الجريمة.
حاول بومبيو كذلك تشويه جمال خاشقجي في كتابه، ليست فقط في التشكيك في قدراته المهنية كصحفي، لكن أيضًا في ولاءاته وانتماءاته السياسية في محاولة لإقناع العالم أنه كان إرهابيًا ويحمل أفكارًا متطرفة، إذ قال “أعلن خاشقجي حدادًا علنيًا بعد مقتل أسامة بن لادن”.
يبدو أن بومبيو لم يكتف بحماية الإدارة التي كان جزء منها “مؤخرة بن سلمان” لكنه ذهب إلى أبعد من ذلك وأصبح يردد ما قاله محمد بن سلمان شخصيًا عن خاشقجي، إذ سبق وصرح ولي العهد السعودي في مقابلة له مع مجلة “ذي أتلانتك” أن خاشقجي أقل من أن يفكر في اغتياله أو يشغل تفكيره، وأنه لا يهتم بما يكتبه ولم يقرأ أي من مقالاته.
الإدارات الأمريكية المتعاقبة تفرط في حق الضحايا وتمنح الجناة ضوء أخضر لارتكاب المزيد من الجرائم في البداية رفض ترامب السماح بأي محاولة لمعاقبة بن سلمان، وبعد ذلك تولى بايدن الرئاسة بعد حملة انتخابية قوية تعهد خلالها بأنه سيحقق العدالة لخاشقجي وسيجعل بن سلمان ونظامه “منبوذين”، لكنه سرعان ما تراجع عن هذه الوعود ومنح بن سلمان حصانة دولية وحال بينه وبين المساءلة أمام القضاء الأمريكي الذي كان ينظر في دعوى مدنية رفعتها خديجة جنكيز ضد بن سلمان وبعض مساعديه لاتهامهم باغتيال خاشقجي.
والآن، وفي ظل حديثه عن الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة عام 2024، أعلن مايك بومبيو أنه يتبنى وجهة نظر النظام السعودي فيما يتعلق بخاشقجي، لنبتعد خطوة كل يوم عن تحقيق العدالة لخاشقجي وكافة ضحايا الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة.