استغاثات لإنقاذ “قُصر” سعوديين من الإعدام… هل من مستجيب!
وجهت عائلات سعودية رسائل استغاثة إلى وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكين، للتدخل العاجل وإنقاذ ذويهما المحتجزين في سجون المملكة ويواجهان حُكمًا جائرًا بالإعدام من المحتمل تنفيذه في أي لحظة، مشيرين إلى أن ذويهما كانا لا يزالان قاصرين أقل من 18 عامًا حين قُبض عليهما قبل سنوات.
الرسالة جاءت بعد تزايد التعاون بين الإدارة الأمريكية الحالية والنظام السعودي، بالرغم من تعهدات بايدن ومساعديه بأن حقوق الإنسان ستكون الأولوية القصوى على رأس أجندة سياساته الخارجية، لكن الواقع أثبت كذب ادعاءات بايدن ورجاله الذين يحاولون الآن تحسين العلاقات مع نظام محمد بن سلمان بشتى الطرق.
قال أحد أفراد عائلة المعتقل عبد الله الدرازي في رسالته إلى بلينكين أن شقيقه اختطف من الشارع في أغسطس/آب 2014 واختفى لمدة ثلاثة أشهر عُذب خلالها وأُجبر على التوقيع على اعترافات انتزعت منهم اتحت التعذيب.
وأوضح أن شقيقه كان لا يزال في عمر الـ17 عامًا حين قُبض عليه على خلفية اشتراكه في مظاهرات احتجاجية ضد النظام السعودي إبان ثورات الربيع العربي الأولى.
وجاء في الرسالة “حكومة المملكة العربية السعودية صماء لا تستمتع لصرخاتنا لكنها ستستمع إليكم… يمكنك المساعدة في إعادة ولدنا اللطيف والحساس إلى المنزل ومنع محاولات انتزاعه منا إلى الأبد.”
وحثت الأسرة بلينكين في نداءها على التدخل نيابة عن عبد الله، قائلة إن الشاب من منطقة القطيف بالسعودية اعتقلته السلطات وسجن من أجل “تخويف الناس لمنعهم من التظاهر”.
الحالة الأخرى تتعلق بيوسف المناسف، الذي اتُهم بارتكاب جرائم من بينها حضور جنازات لقتلى على يد السلطات، وكان عمره آنذاك يتراوح بين 15 و16 عامًا.
وحسب ما وُثق فإن يوسف تعرض للتعذيب وأُكره على التوقيع على اعتراف كاذب، وحُرم من التمثيل القانوني، مثله مثل أغلب معتقلي الرأي في السعودية.
لم تُثبت أحكام الإعدام ضد يوسف وعبد الله بعد، لكن في حال رفض طلب الاستئناف وتأكيد الحكم، فإن تنفيذ الإعدام سيكون في أي وقت والذي عادة ما يكون بصورة سرية ودون إخطار مسبق للأهل، يليه حرمان من تسلم الجثث.
الجدير بالذكر أن مرسومًا ملكيًا صدر عام 2020 ينص على إلغاء عقوبة الإعدام للقصر، مؤكدًا بشكل قاطع على أنه لن يُحكم على الأفراد بالإعدام على جرائم ارتكبوها عندما كانوا قاصرين، لكن وبالرغم من ذلك، تم تأييد عقوبة الإعدام في عدد من القضايا المتعلقة بمتهمين قاصرين، بل ونُفذت أحكام الإعدام ضد بعضهم.
توجيه استغاثة إلى بلينكين كان أمل العائلات الأخير بعد استنفاد كافة سبل الانتصاف القانونية الأخرى، لكن من غير المؤكد إذا كانت الإدارة الأمريكية ستستجيب في ظل فورة تعزيز العلاقات بين البلدين.
تعهد بايدن في بداية ولايته وحتى أثناء حملته الانتخابية بجعل النظام السعودي “منبوذًا”، ومحاسبة المسؤولين عن اغتيال جمال خاشقجي وعلى رأسهم محمد بن سلمان الذي خلص تقرير الاستخبارات الأمريكية إلى أنه أمر بشكل مباشر باعتقال أو اغتيال خاشقجي.
لكن حتى الآن لم يُنفذ بايدن أيًا من وعوده، وعلى العكس، سافر إلى السعودية بنفسه للقاء محمد بن سلمان في إشارة إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين متجاهلًا جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان التي لا يتوقف النظام السعودي عن ارتكابها ضد المعارضين والنشطاء في الداخل والخارج.