استغاثة جديدة من عائلة عبد الرحمن السدحان… هل من مجيب؟
في مقال رأي جديد في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، كشفت المواطنة الأمريكية من أصول سعودية أريج السدحان عن معاناة عائلتها وصدمتهم بعد الحكم على شقيقها عبد الرحمن السدحان المعتقل منذ أكثر من ثلاث سنوات داخل السجون السعودية بسبب آرائه، مطالبة الإدارة الأمريكية بالتدخل لإنقاذ شقيقها.
“عائلتي منهكة”… هكذا وصفت أريج حال الأسرة بعد أكثر من ثلاث سنوات من المعاناة نتيجة اختفاء شقيقها داخل السجون السعودية وانقطاع أخباره عنهم حتى فاجعة الحكم المؤبد عليه في 05 أبريل/نيسان 2021، وهو اليوم الذي وصفته العائلة بأنه اليوم “اليوم الذي تحقق فيه أسوأ كوابيسنا”.
عبد الرحمن السدحان، عامل إغاثة سعودي، ومدافع عن حقوق الإنسان، شاب مثقف ومتعلم، خريج جامعة نوتردام دو نامور في ولاية كاليفورنيا -حيث تقيم عائلته-.
قرر السدحان المغادرة إلى بلده الأم لمساعدة المحتاجين هناك وعمل لدى هيئة الهلال الأحمر، لكن إخلاصه لوطنه وحرصه على جعل المواطنين يحيون حياة كريمة كانت أشياء رفضها النظام السعودي حيث قُبض عليه بتاريخ 12 مارس/آذار 2018 من داخل مكتبه “كجزء من حملة مكثفة نفّذها مسؤولون سعوديون لقمع النشطاء السلميين ومنتقدي الحكومة والمعلِّقين عبر الإنترنت”.
عملية الاعتقال تمت “بعد أن سرّب هويته موظفو تويتر السابقون الذين زُعم أنهم تجسسوا لصالح الحكومة السعودية”، بحسب ما صرحت شقيقته، حيث كان يدير حساب “مجهول” على تويتر ينتقد فيه استبداد السلطات، لذلك تم استهداف “عبد الرحمن بسبب انتقاده السلمي والمجهول لحملات القمع في المملكة، وعلمت عائلتنا لاحقًا عن هذا الأمر من شخص مطّلع على التحقيق”.
قمع لحرية الرأي، واعتقال تعسفي، وإخفاء قسري لسنوات مع تعذيب مروع، وحكم بالسجن المؤبد لعشرين سنة ومثلهم حظر من السفر بعد الإفراج، هذا ملخص لمعاناة عبد الرحمن على يد النظام السعودي، ورغم ذلك لم يكتف النظام بالتنكيل به، بل امتد بطشه ليطال عائلته، حيث قالت شقيقته “لقد تفاقم التعذيب النفسي الذي عانت منه عائلتي بسبب الشعور بعدم أمان أي أحد منا في أي مكان. لقد واجهتُ مضايقات ومحاولات ترهيب من متصيدين عبر الإنترنت لهم روابط بالحكومة السعودية أثناء محاولتي معرفة المزيد عن معاناة أخي. بعد حضور مؤتمر لحقوق الإنسان في أوسلو عام 2019، لاحقني رجل في طريقي إلى المطار في الصباح الباكر. تعتقد السلطات النرويجية أنّه كان على صلة بالسفارة السعودية في المدينة”.
إن ما يتعرض له عبد الرحمن وعائلته هو جزء مصغر من المشهد الأكبر للاستبداد السعودي وقمع السلطات التي يديرها محمد بن سلمان -الحاكم الفعلي للمملكة، الذي يستخدم سلطاته لسحق المعارضة، وبدلاً من معالجة مشكلات مثل الفقر والبطالة وانهيار الاقتصاد، يحارب بكل أدواته الأشخاص الذين يسلطون الضوء -بطريقة سلمية- على تلك المشكلات ويحاولون إيجاد حلول لمعالجتها.
“الحكم على أخي هو رسالة واضحة للجمهور السعودي مفادها أنّ أولئك الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير سيواجهون عقابًا شديدًا، كما يخبر العالم أنّه طالما لا يواجه محمد بن سلمان عقوبات، فإنّه سيستمر في انتهاك حقوق الانسان من دون أي عواقب”.
ومع اقتراب موعد الاستئناف على الحكم بسجن عبد الرحمن، المقرر أن يتم الخميس المقبل، طالبت أريج “ممثلينا المنتخبين وإدارة بايدن العمل على إطلاق سراح عبد الرحمن حتى يعود إلى عائلتنا في كاليفورنيا” مؤكدة أنها تخشى أن تكون هذه هي فرصة العائلة الأخيرة لاجتماعها بعبد الرحمن.
بدورنا في “معاً من أجل العدالة” نضم صوتنا إلى صوت عائلة عبد الرحمن السدحان ونطالب المهتمين بحقوق الإنسان حول العالم بالتكاتف وبذل مزيد من الجهود لضمان الإفراج غير المشروط عن “عبد الرحمن” وكافة معتقلي الرأي في المملكة.
اقرأ أيضًا: العزل في زنازين أسمنتية لا نوافذ لها .. أبشع أساليب التعذيب النفسي داخل سجون المملكة.
2 تعليقات