تقارير

الأمم المتحدة تحولت إلى أداة للدفاع عن الجناة

بعبارات شديدة اللهجة ندين موقف الأمم المتحدة الأخير حيال الأزمة اليمنية التي تتفاقم مع مرور الوقت وتمسك الجهات المختلفة بصمتها المخزي تجاه الانتهاكات المستمرة التي لا يتوانى الجناة عن ارتكابها لاطمئنانهم أنهم سيفلتون من العقاب ولن يواجهوا أي مساءلة من أي نوع مهما بلغت جرائمهم وحشية.

مؤخراً، أعلنت الأمم المتحدة عن قائمة العار الأممية لعام 2021، وبصورة صادمة، لم يتم إدراج التحالف العربي بقيادة السعودية ضمن هذه القائمة التي صدرت في تقرير الأمم المتحدة حول الأطفال والنزاع المسلح، الذي يبدو أنه لا يعترف بوجود أطفال اليمن من الأساس كي يسعى لمحاسبة وملاحقة من حول حياتهم إلى جحيم.

وقائمة العار هي قائمة يتم إرفاقها مع تقرير لتقرير الأمم المتحدة السنوي حول الأطفال والنزاع المسلح، الذي يصف الأطراف المتحاربة التي تفشل في الحفاظ على سلامة الأطفال أثناء النزاع.

عام 2020 فقط، نحو 194 طفلاً يمنياً قُتلوا أو شوهوا على يد قوات التحالف بحسب منظمة إنقاذ الطفولة، فضلاً عن عشرات الآلاف من الأطفال الذين فقدوا حياتهم أو أيصبوا بعاهات مستديمة أو فقدوا العائل والملجأ على مدار أعوام الحرب السبعة التي بدأت منذ سبتمبر/أيلول 2014 في اليمن وتفاقمت آثارها السلبية بعد التدخل العسكري السعودي بقرار مباشر من محمد بن سلمان.

في هذا السياق نود الإشارة إلى دراسة صدرت مؤخراً عن بعض المراكز الحقوقية بعنوان “أسلحة صغيرة في أيد صغيرة- صادرات الأسلحة الألمانية تنتهك حقوق الأطفال” أظهرت أن نحو ثمانية آلاف طفل على الأقل لقوا حتفهم أو تعرضوا للتشويه في الحرب اليمنية، نصفهم تقريباً (3550 منهم) سقطوا على يد قوات التحالف العسكري الذي تقوده السعودية الذي يتم تمويله من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.

وبحسب الدراسة الصادرة عن منظمتا “بروت فور دي فيلت” (خبز لأجل العالم) ومنظمة “تير ديس هومس” (أرض البشر) فإن ألمانيا تقوم بتوريد أسلحة وذخيرة إلى دول نزاع يتم قتل أطفال بها أو تجنيدهم بها، في إشارة إلى ما يحدث في اليمن على أيدي السعودية التي تقتل الأطفال بتلك الأسلحة.

إن عدم إدراج السعودية والإمارات وبقية دول التحالف في هذه القائمة والتغافل عن الجرائم المستمرة التي يقومون بها ضد الشعب اليمني المسكين ما هو إلا ضوء أخضر لمواصلة تدمير حياة اليمنيين وخاصة الأطفال الذين لا ذنب لهم في هذه الحرب الشنعاء.

إننا نضم صوتنا إلى صوت منظمة “إنقاذ الطفولة” التي انتقدت قرار الأمم المتحدة ووصفته بأنه “قرار محبط”، فشل خلاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مرة أخرى في إدراج التحالف السعودي في “قائمة العار” لهذا العام، بعد أن تم شطبه من القائمة العام الماضي، مع التزام من قبل الأمين العام بإعادة إدراجه ما لم يكن هناك “انخفاض كبير ومستدام في القتل والتشويه”.

ومن خلال عدم إعادة إدراج التحالف، يرسل غوتيريش رسالة مفادها أن تقليل عدد الضحايا من الأطفال إلى حوالي مائتي هو تقدم “جيد بما فيه الكفاية”، حسب قول منظمة إنقاذ الطفولة.

هذا القرار المخيب للآمال يرسل رسالة أخرى تشير إلى أن دول التحالف أو الجناة بمعنى أدق ستظل بمعزل عن أي مساءلة أو محاسبة قانونية أو حتى معنوية طالما أن لديهم “أصدقاء” أقوياء في المجتمع الدولي قادرون على تشكيل حصانة قوية لهم ضد القوانين والحقوق والإنسانية.

إننا نؤكد أنه طالما استمرت الأجهزة الدولية والجهات الأممية في اتباع هذا النهج السلبي في التعامل مع المجرمين من المسؤولين الدوليين، فإن ضحايا هؤلاء الجناة سيتراكمون حتى يصعب حصر عددهم، وسيشهد العالم كارثة إنسانية أشد ضراوة من تلك التي يعاني منها اليمن، والتي اعتبرتها الأمم المتحدة نفسها بأنها الأسوأ في التاريخ الحديث.

وبدورنا نطالب الأمين العام للأمم المتحدة بإعادة النظر في قراره وجعل أطراف النزاعات المختلفة في جميع أنحاء العالم على نفس المستوى، لأن جميع المجني عليهم سواسية في الحقوق ولا يجب أبداً التفريق بينهم، لا سيما وأن الجرائم على مستوى متشابه من الفظاعة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Mostbet è una delle piattaforme di scommesse più conosciute e apprezzate dagli appassionati di gioco d’azzardo online. Fondata diversi anni fa, la società si è rapidamente affermata nel settore grazie a una vasta gamma di opzioni di scommessa, un'interfaccia facile da usare e un'attenzione particolare alla sicurezza dei propri utenti. Che tu sia un principiante o un veterano del settore, Mostbet offre una piattaforma affidabile per piazzare le tue scommesse in modo rapido e sicuro, con un supporto clienti sempre disponibile. Un grande vantaggio di Mostbet è la sua ampia varietà di sport e eventi sui quali è possibile scommettere. Dallo sport più popolare come il calcio, il basket e il tennis, fino agli eventi di nicchia e agli eSport, Mostbet offre ai suoi utenti innumerevoli possibilità. Inoltre, la piattaforma permette anche di seguire in diretta i risultati degli eventi, il che consente agli scommettitori di prendere decisioni informate in tempo reale. Questa caratteristica è particolarmente apprezzata da chi cerca un'esperienza di scommessa dinamica e coinvolgente. Un altro aspetto importante di Mostbet è la generosità dei bonus e delle promozioni offerte agli utenti. Nuovi giocatori possono approfittare di bonus di benvenuto che aumentano il valore dei loro primi depositi, mentre i giocatori regolari possono godere di promozioni settimanali e mensili che premiano la loro fedeltà. La piattaforma inoltre organizza tornei e gare che permettono ai giocatori di competere tra loro per vincere premi in denaro e altri benefici esclusivi. Per ulteriori dettagli su queste offerte e per leggere le opinioni degli utenti, visita il sito e scopri le mostbet recensioni. Infine, Mostbet garantisce un alto livello di sicurezza e trasparenza. La piattaforma è regolamentata da licenze internazionali e utilizza sistemi di criptazione avanzati per proteggere i dati personali e finanziari dei suoi utenti. Le transazioni sono rapide e sicure, e il servizio clienti è disponibile 24/7 per risolvere qualsiasi problema. Tutti questi fattori rendono Mostbet una scelta eccellente per chi cerca un'esperienza di scommessa online affidabile e piacevole.