كشفت مصادر حقوقية عن تدهور الحالة الصحية للشيخ المعتقل عوض القرني داخل محبسه في السعودية في ظل تجاهل تام من السلطات لوضعه الصحي وتعنتها في توفير أي رعاية طبية له في مخالفة واضحة وصريحة للقوانين الدولية والمحلية التي تفرض تقديم العناية اللازمة للمحتجزين المرضى.
وبحسب مصادر خاصة، فإن الدكتور عوض القرني يعاني من تدهور خطير في حالته الصحية، وانزلاق غضروفي حاد، وهو وضع يلزم البقاء في ظروف معينة لا تتوفر في السجون السعودية سيئة السمعة، والمعروف عن إداراتها التعمد في إهمال المعتقلين -لأسباب سياسية- طبياً.
عوض القرني هو عالم وداعية سعودية من مواليد عام 1957 محافظة بلقرن-منطقة عسير (جنوب غرب)، نشأ كأغلب الدعاة في المملكة نشأة دينية ساعدته على التميز العلمي والفكري، حتى أنهى تعليمه ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في علم أصول الفقه، وعمل أستاذا بجامعة الإمام محمد بن سعود فرع أبها، والتي يطلق عليها الآن جامعة الملك خالد.
بسبب تميزه الملفت، حصل القرني على العديد من العضويات الشرفية من جامعات إسلامية عالمية، كما برع في مجال الدعوة الإسلامية، حتى بات ضيفا دائما على العديد من القنوات الفضائية المحلية والإقليمية، كما نشط على موقع تويتر عبر حسابه الرسمي، بالإضافة إلى تميزه في مجال البرمجة اللغوية العصبية، ما أهله لأن يصبح رئيس الاتحاد السعودي للبرمجة اللغوية العصبية، وعضو الاتحاد العالمي لهذا المجال.
اعتقل القرني في حملة سبتمبر/أيلول 2017، التي شنها ولي العهد السعودي ضد عدد كبير من العلماء والأدباء والأكاديميين والصحفيين والنشطاء، حيث اتهم بالتعاطف مع دولة قطر، بعد فرض السعودية ومصر والبحرين والإمارات الحصار عليها برا وجوا وبحرا، وقد تم اقتياد الشيخ وقتها إلى سجن المباحث العامة في شعار الواقعة شمال مدينة أبها التابعة لمنطقة القصيم.
منذ اعتقاله، يتعرض القرني إلى انتهاكات متعمدة وممنهجة أبرزها حرمانه من التمثيل القانوني، بالإضافة إلى سوء المعاملة داخل السجن وتعمد إيذائه، كما حدث له عام 2019 حين كشفت مصادر أنه تعرض لعملية تسمم دوائي متعمدة من قبل السلطات السعودية في سجن الحائر ما تسبب في انتكاسة خطيرة لصحته.
وكغيره من السجناء الذين يعرضون على محاكم مختصة قد شكلها النظام السعودي لمحاكمة المعارضين والنشطاء، طالبت النيابة العامة المحكمة الجزائية بتنفيذ حد القتل تعزيرا بحق الشيخ القرني إضافة إلى العودة والعمري، بسبب التهم السابقة، والتي لم تقدم النيابة أية أدلة على صحتها وفقا للمنظمات الحقوقية وأهالي المعتقلين.
تطالب منظمة معاً من أجل العدالة الجهات الأممية المعنية بتشكيل لجنة عاجلة لتفتيش السجون السعودية والكشف عما يتعرض له المعتقلون من انتهاكات نفسية وجسدية، وفتح تحقيقات في تلك الانتهاكات، وإحالة المسؤولين عنها للمحاكمة.
ونحذر من حدوث أي مكروه للداعية عوض القرني، محملين النظام السعودية مسؤولية سلامة حياته وصحته، مطالبين بضرورة نقله إلى مستشفى مجهز وتوفير العناية الطبية اللازمة له.
كما ندعو كافة النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان التكاتف من أجل إيقاف ما يمارس بحق المعتقلين في سجون السعودية، حيث يتعرضون إلى الكثير من الانتهاكات الخطيرة، ومنها التعذيب الشديد لإجبارهم على الاعتراف بجرائم باطلة، بسبب رفض النظام لمواقفهم السياسية ونشاطهم داخل المجتمع.