السعودية: كريستيانو رونالدو يقع في فخ الغسيل الرياضي
بعد أشهر من المداولات والأخذ والرد، ورغم كل الانتقادات وانتهاكات حقوق الإنسان، وقع نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو عقدًا لمدة موسمين لنادي النصر السعودي مقابل 173 مليون جنيه إسترليني سنويًا، وحسب المصادر فإن الصفقة ستمول بواسطة إحدى الشركات الراعية للنصر، بعقد إستراتيجي متكامل يمتد لـ 3 أعوام.
نفى رونالدو سابقًا أي إمكانية للتوقيع للنادي السعودي، إذ أكد أنه يرغب في الاستمرار في اللعب للدوري الأوروبي وأن ينهي مسيرته الكروية الحافلة بالفعل في دوري عريق وناد كبير لذلك فإن “أوروبا هي المكان الأمثل”، لكنه رضخ في النهاية واستسلم للإغراءات السعودية ووافق على العقد ليقع بذلك في فخ الغسيل الرياضي.
الغسيل الرياضي هو مصطلح يُطلق على محاولات الأنظمة الاستبدادية لتلميع صورتها والتغطية على جرائمها بالاستثمار في مجال الرياضة، والنظام السعودي أحد أبرز الأنظمة التي تفعل ذلك بصورة كبيرة ومتزايدة بهدف بعد الانتباه عن الانتهاكات المنهجية التي تُمارس ضد المعارضين والمنتقدين في الداخل والخارج، أو جرائم الحرب المرتكبة في الخارج في بلاد مثل اليمن.
العام الماضي، نجح صندوق الاستثمارات العامة السعودي -الذي يرأسه ابن سلمان- في الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، كما نظمت السلطات في المملكة بطولة فورومولا1 الشهيرة لسباق السيارات، مع مباريات دولية أخرى وبطولات تتعلق برياضة التنس والغولف وبعض بطولات كرة القدم العالمية مثل كأس السوبر الإسباني، وتمويل بطولة الجولف LIV التي ستستضيفها ملاعب دونالد ترامب حليف النظام السعودي الأول، وغيرها من الأحداث العالمية الرياضية الأخرى.
العام الجاري، وقبل أشهر قليلة نجح النظام السعودي في الحصول على توقيع ليونيل ميسي – لاعب كرة القدم الأرجنتيني وبطل العالم- كي يصبح وجه السياحة للمملكة والترويج لرؤية 2030 التي تصاحبها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كما وقع صفقة للترويج للسعودية التي ترغب في استضافة كأس العالم 2030.
مجلة “ذا اتلانتك” قالت عن ميسي إنه “باع نفسه للشيطان” بسبب صفقته مع النظام السعودي، وعلى ما يبدو فإن كريستيانو رونالدو شعر بالغيرة من منافسه التقليدي وقرر هو أيضًا أن يبيع نفسه لذات الشيطان.
لو أن المسألة مجرد رياضة وكرة قدم لما قوبلت هذه الصفقات بأي انتقادات أو إدانات، لكن الجميع يعلم جيدًا أن النظام السعودي يستغل مثل هذه الصفقات، بل ويسعى إليها بقوة من أجل أن ينسى العالم جرائمه ضد حقوق الإنسان وتضيع حقوق ملايين الضحايا الذين شردتهم سياسات وممارسات ولي العهد محمد بن سلمان وحاشيته داخل وخارج المملكة.