صحافة عالمية

السعودية: هل يمهد بن سلمان الطريق للتخلص من المعارضين؟

تصدرت مقابلة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المطولة التي أجراها التلفزيون الرسمي في وقت سابق من هذا الأسبوع عناوين الصحف وسط صدمة وذهول في الأوساط المعارضة بسبب حديثه عن “المتطرفين الدينيين” وتفسير النصوص الدينية وفق فهمه.

يفسر النشطاء تعليقات ولي العهد في المقابلة على أنها تبرر “قتل المعارضين” بوصفهم جميعاً بالمتطرفين، بينما ينتقد آخرون فهمه للنصوص الدينية التي قالوا إنه يُفسرها على هواه.

خلال المقابلة التي استمرت 90 دقيقة يوم الثلاثاء مع تلفزيون روتانا المملوك للدولة، قال الحاكم السعودي الفعلي إنه سعى لإقامة علاقات “جيدة ومميزة” مع خصمه اللدود إيران، بعد أنباء عن إجراء محادثات سرية هذا الشهر، كما ألمح إلى بيع واحد بالمئة من شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية لشركة عالمية كبرى يعتقد أنها من الصين.

لكن تعليقاته عن الدين، على وجه الخصوص، هي التي أثارت ضجة واسعة بين النشطاء ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

تحدث ولي العهد باستفاضة عن قضية التطرف الديني، وكيف ينبغي أن تتعامل معها المملكة، حيث قال “التطرف في كل شيء خطأ، ونبينا محمد تحدث في أحد أحاديثه عن يوم سيظهر فيه المتطرفون وأمر بقتلهم جميعاً”، مضيفاً أن “الأمم السابقة هلكت بسبب التطرف في دينها” مشيراً إلى أن هذا الاقتباس هو من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

الحديث الذي استشهد به محمد بن سلمان لا يؤكد ولا يتغاضى عن قتل المتطرفين، بل كان يقول نصاً على لسان الرسول “إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين”.

كما قال محمد بن سلمان: “يجب ألا يمثل هؤلاء الأشخاص ديننا، ولا مبادئنا الإلهية بأي شكل أو شكل أو شكل”، مضيفاً “أن أي شخص يتبنّى موقفاً متطرفاً، حتى لو لم يكن إرهابياً، هو مجرم وسيحاسب”.

نهج منظم لقتل المعارضين

انتقدت تعليقات ولي العهد بشأن التطرف على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وفسرت على أنها تهديد مباشر للمعارضين والنشطاء.

ووصف الباحث في مجال حقوق الإنسان، عبد الله العودة- نجل المعتقل السعودي المفكر سلمان العودة- لقاء بن سلمان بأنه “نهج منظم لقتل المعارضين”.

وأشارت الصحافية غادة عويس إلى أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل على يد فرقة اغتيال سعودية في قنصلية إسطنبول عام 2018، كان قد وصفته المملكة سابقًا بـ “عدو الدولة”، مضيفة ” هل هذا اعتراف بأنه قتل جمال خاشقجي لأنه “متطرف”؟”

من ناحية أخرى، رأى العديد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن ولي العهد في الواقع متطرفاً، مستشهدين بسجن النشطاء والعلماء.

وانتهز بعض المستخدمين الفرصة لإعادة مشاركة حكم أصدره عضو في هيئة كبار العلماء السعودية، قبل ثلاثة أسابيع فقط من مقتل خاشقجي، والذي نص على أن من عصوا الحكام يستحقون القتل.

وأشار الناشط تركي شلهوب إلى أن تصريحات محمد بن سلمان جاءت بعد أيام فقط من قيام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- وهي مرجع ديني سعودي- بإعادة نشر مرسوم يقضي بقتل الجواسيس، ونص المرسوم على أن الجواسيس المتواطئين مع “الأعداء” يجب قتلهم “حتى لو كانوا مسلمون ” لأنهم “ينشر الفساد في الأرض”.

وقال شلهوب إنه يخشى وجود خطط “لارتكاب جرائم كبرى في الأيام المقبلة” بسبب هذه المبررات التي يتم تسويقها.

وسبق أن اتُهم الأمير البالغ من العمر 35 عاماً بالتظاهر بقمع رجال الدين المتطرفين، بينما يركز اهتمامه بدلاً من ذلك على الدعاة الإصلاحيين الوسطيين.

فهم خاطئ للنصوص الدينية

كما استخدم ولي العهد المقابلة للتطرق إلى القضايا المتعلقة بالفقه الإسلامي، حيث قال “دستورنا هو القرآن، كان، ولا يزال، وسيظل كذلك إلى الأبد”.

ومضى يقول إن العقوبة من حيث صلتها بالشريعة (القانون الإسلامي) لا يمكن تنفيذها إلا بنص واضح من القرآن أو “بنص صريح” من السنة على النحو المبين في أحاديث الرسول.

وفيما يتعلق بأحاديث الرسول، فقد ميز بين أنواع الأحاديث وفقاً للرواة وطريقة النقل.

قال محمد بن سلمان إن الحكومة ستطبق اللوائح والتعاليم القرآنية على أساس الأحاديث المتواترة (أقوال النبي التي نقلها عدد كبير من الرواة)، مع الحاجة إلى النظر في مصداقية أحاديث الآحاد (أقوال نقلها مصدر واحد)، ووصف الأخيرة بأنها “ليست مقنعة” مثل المتواترة.

موجات غضب على الانترنت

كتب الداعية الكويتي الدكتور حكيم المطيري أستاذ تفسير الأحاديث: “ما ذكره [محمد بن سلمان] عن الأحاديث النبوية وعدم التذرع بها، ليس قول أحد من أهل الإسلام”، وأضاف، نقلاً عن عدة مصادر، “تم الاتفاق بالإجماع على صحة الأحاديث الآحاد”.

ادعى العديد من المستخدمين أن استدعاء ولي العهد لكلام النبي فيما يتعلق بقتل المتطرفين كان في تناقض مباشر مع آرائه حول تفسير الحديث.

وكتبت الصحفية ريم عبد اللطيف “من المفارقات أنه يستشهد بأحاديث يستخدمها الأصوليون في كثير من الأحيان”، مضيفة أن العديد من أقوال النبي لم يكن من السهل التحقق منها.

فيما قال شلهوب إن ولي العهد “هاجم أحاديث الآحاد ثم استشهد بأحدها”.

لقراءة المقال كاملاً من المصدر اضغط هنا

اقرأ أيضًا: يأساً من عدالة النظام السعودي.. العتيبي يدخل في إضراب عن الطعام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى