السلطات السعودية تتعمد التنكيل بالشيخ سفر الحوالي وعائلته
أكدت مصادر خاصة أن السلطات السعودية قامت بتأجيل جلسة محاكمة المعتقل الشيخ سفر الحوالي وأبنائه المعتقلين مرتين خلال أسبوع واحد في يونيو/حزيران المنصرم في تعنت واضح معهم يُضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي تشهدها هذه المحاكمة الجائرة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الجلسة الأولى التي كانت بتاريخ 20 يونيو/حزيران 2021 تم تأجيلها لمدة أسبوع بحجة عدم حضور القاضي، ليتم تأجيل الجلسة الثانية بحجة عدم حضور المتهمين، وهو ما يؤكد استهتار السلطات بحقوق المعتقلين وتسخيرها القانون لخدمة أهواء المسؤولين الشخصية.
إننا نؤكد في “معاً من أجل العدالة” أن استمرار تأجيل المحاكمة هو إمعان في التنكيل بالشيخ المُسن سفر الحوالي، الذي ترفض السلطات أن ترحم كبر سنه ومرضه وتصر على إهدار كافة حقوقه الأساسية التي تكفلها له القوانين الدولية، والتي تنص على الحق في محاكمة عادلة ومعاملة كريمة وأوضاع معيشية مناسبة لوضعه الصحي.
ثلاث سنوات مرت على اعتقال الداعية الشيخ سفر الحوالي، الذي اعتقل في يوليو/تموز 2018 على خلفية نشره لكتاب ينتقد سياسات ولي العهد الحالي -محمد بن سلمان- الاقتصادية، كما انتقد دور الإمارات العربية المتحدة والسيسي في مصر في خدمة الكيان الصهيوني.
منذ اعتقاله وهو يعيش في ظروف غير آدمية رغم كبر سنه وحالته الصحية المتأخرةالتي تحتاج إلى رعاية طبية بدلاً من الحبس والتنكيل والمعاملة المهينة التي لا تتناسب ومكانته العلمية والاجتماعية التي كان يجب أن تُكرم لا أن تُهان وتُحبس.
في عام 2018 ومع تصاعد الحملة الشرسة التي شنها النظام ضد المفكرين والعلماء والأكاديميين، تم اعتقال الحوالي مع ثلاثة من أبنائه واقتيدوا إلى مكان مجهول لفترة، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى في حالة خطرة بعد التدهور الحاد الذي لحق بصحته، حيث يعاني الحوالي في الأساس من فشل كلوي وكسر بالحوض ما يجعله بحاجة دائمة إلى رعاية طبية وظروف معيشية ملائمة.
وبحسب مصادر مقربة، حُرم الحوالي من الرعاية الصحية منذ اللحظات الأولى لاعتقاله، ومن الجدير بالذكر فإن السلطات السعودية ورغم كافة المطالبات والمناشدات لا زالت تفرض تعتيماً على أوضاع اعتقاله مثله مثل عشرات المعتقلين السياسيين الذين يعانون من أوضاع احتجاز غير آدمية ومعاملة مهينة وتعذيب مستمر.
لا تُعد هذه هي المرة الأولى التي اعتقل فيها الحوالي، فمواقفه المعارضة من السلطات عرضته للاعتقال مرتين قبل ذلك، الأولى عام 1994 والثانية عام 1999، بالرغم من دعواته الإصلاحية.
إننا نشدد على أن رفض النظام للآراء والأفكار التي يعتنقها الشيخ سفر الحوالي لا يعد مبرراً أبداً لحبسه وسلب حريته وحرمانه من كافة حقوقه الأساسية.
وسنظل نرددها دائماً: معارضة الأنظمة الحاكمة ليست جريمة، التعبير عن الرأي ليس جريمة، بل على العكس هو حق مكفول لكل إنسان طالما لم يتعد حدود السلمية.
ونطالب السلطات السعوديةبالإفراج الفوري عن الداعية سفر الحوالي بسبب وضعه الصحي المتدهور، وعن كافة معتقلي الرأي دون شروط، خاصة وأن الكثيرين منهم مهدد بالموت بسبب الإهمال الطبي المتفشي بصورة متعمدةداخل مقار الاحتجاز المختلفة.