تقارير

العدوان على غزة يفضح النفاق الدولي وآلية الكذب الإعلامية في الغرب

لا يزال العدوان الإسرائيلي الغاشم مستمرًا على قطاع غزة منذ السبت 07 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولا يزال يحصد معه أرواح المئات من الضحايا الأبرياء من المدنيين، رجالًا ونساء وأطفالًا ورُضع، ولا يزال يفضح نفاق المجتمع الدولي ذو المعايير المزدوجة في الدفاع عن الإنسانية والتضامن ونقل الحقائق أو بمعنى أدق: فبركتها.

خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء أمس الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول لا يمكن وصفه إلا بالخطاب المقزز المثير لاشمئزاز كل حر صاحب ضمير حي في هذا العالم، وقف بايدن أمام الكاميرات متفاخرًا بإمداد إسرائيل بأسطول من الطائرات ووابلًا من الأسلحة لاستخدامها في قصف قطاع غزة رغم علمه حقيقتين: الأولى أن المستهدفين هم مدنيون لا شيء آخر، وأن إسرائيل تستخدم في هذه الحرب أسلحة محرمة دوليًا، لكن هذا لم يمنعه من زيادة تسليحها.

حاول بايدن استجلاب عطف العالم واستدرار تعاطفه مع القوات الإسرائيلية بنشر معلومات مكذوبة وحقائق مفبركة، تحدث عن اغتصاب النساء على يد مقاتلي حماس، وقطع رؤوس الرضع الإسرائيليين، وقتل المدنيين بلا رحمة، تحدث عن كل هذا دون نشر دليل واحد يؤكد حقيقة هذه الادعاءات، والتي إن صحت ستظل غير كافية لتبرير ما يرتكبه جيش الاحتلال من فظائع وجرائم وحشية ضد نساء وأطفال غزة.

بالإضافة إلى لهجته الوقحة في تحذير أي دولة تحاول مساعدة الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم أو صد الهجوم الإسرائيلي الغاشم ضدهم، تحدث بايدن عن استعداده الكامل لدعم إسرائيل في “حربها” ضد أهالي قطاع غزة، ورغم معرفته تمام المعرفة بأنه لا ملاذ أو ملجأ آمن لهم، تحدث عن أن الجيش الإسرائيلي لا يستهدف المدنيين في غزة، لكنه لم يدين استهداف معبر رفح- المعبر الوحيد البري بين غزة ومصر، ولم ينتقد أو يشجب تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي بارتكاب جريمة إبادة جماعية بفرض حصار كامل بلا مياه أو طعام أو كهرباء أو إمدادات طبية، مع حشد عشرات الآلاف من الجنود والأسلحة الثقيلة تمهيدًا لاجتياح بري.

العالم الغربي يتخذ الآن موقفًا متخاذلًا من أهالي قطاع غزة، والإعلام الغربي تحول لآلة دعاية كاذبة تنشر ادعاءات وهمية يروج لها الإسرائيليون عن وجود جرائم حرب ارتكبها مقاتلو حماس ضد المدنيين الإسرائيليين، ورغم نشر أخبارًا أخرى من الإسرائيليين أنفسهم أن الفتاة التي ادعوا أنها اغتصبت وقتلت لا تزال حية، ورغم نشرهم عدم وجود أي دليل على قطع رؤوس الرضع، لا يزال بايدن والإعلام الغربي يروج لهذه الإشاعات المدمرة من أجل تأليب الرأي العام العالمي ضد أهالي القطاع.

الحكومات الغربية بهذه المواقف المتخاذلة، وهذه المعايير المزدوجة، سبق وشجعت الأنظمة الديكتاتورية في الوطن العربي على ارتكاب سلسلة من الجرائم البشعة ضد حقوق مواطنيها وانتهاك حقوق الإنسان وترسيخ قواعد القمع والاستبداد في التعامل مع الشعوب العربية، هي ذاتها الحكومات التي قدمت الدعم لهذه الأنظمة، من مال وسلاح ونفوذ دبلوماسي، وساعدته على سحق الحريات وإخراس أي معارضة، هي ذاتها الأساليب التي ضمنت للأنظمة المستبدة في الشرق الأوسط الإفلات من العقاب وعدم المساءلة عن أي جريمة، ليس جديدًا عليها نصر الظالم وسد جميع سبل الانتصاف أمام المظلوم، ولو حتى بالسماح له بالاستغاثة.

إننا نؤكد رفضنا التام لكل ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم وممارسات وحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، ولا سيما قطاع غزة، ونهيب بالدول العربية التدخل العاجل للضغط على حلفائها الغربيين لوضع حد للعدوان الإسرائيلي، كما نطالب السلطات المصرية بفتح معبر رفح وتقديم اللازم لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين والتصدي لجرائم الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى