الغارديان: بعد سلمى الشهاب… حكم مشدد جديد على ناشطة سعودية بالسجن 45 عاماً
ترجمة عن صحيفة الغارديان
بعد كارثة الحكم المأساوي المشدد على الباحثة وطالبة الدكتوراه السعودية سلمى الشهاب بالسجن 34 عاماً، حكمت محكمة الإرهاب السعودية على امرأة سعودية أخرى بالسجن لعقود قادمة بتهمة استخدامها وسائل التواصل الاجتماعي “لانتهاك النظام العام”، وفقًا لوثائق المحكمة التي اطلعت عليها مجموعة حقوقية.
حُكم على نورة بنت سعيد القحطاني بالسجن 45 عامًا بعد أن أدانتها محكمة جنائية متخصصة “باستخدام الإنترنت لتمزيق النسيج المجتمعي السعودي”، وفقًا لوثائق حصلت عليها وراجعتها منظمة الديموقراطية للعالم العربي الآن (DAWN)، التي أسسها جمال خاشقجي قبل اغتياله.
من جانبها، اطلعت صحيفة الغارديان على وثائق منظمة خاشقجي التي بدورها قالت إن مصادر سعودية أكدت مصداقية هذه الوثائق.
حتى الآن لا يعرف سوى القليل من التفاصيل عن نورة القحطاني وقضيتها وظروف اعتقالها وأوضاع احتجازها أو المحاكمة التي تعرضت إليها، لكن خبر حكمها بالسجن لأكثر من أربعة عقود يأتي بعد أسابيع من إدانة سلمى الشهاب، طالبة دكتوراه في جامعة ليدز تبلغ من العمر 34 عامًا وأم لطفلين، وإصدار حكم بالسجن ضدها لمدة 34 عاماً، بعد محاكمة استمرت قرابة العامين بعد اعتقالها أثناء زيارتها للمملكة العربية السعودية في يناير/كانون الثاني 2021 لقضاء العطلة.
كشفت وثائق المحكمة في قضية الشهاب أنها أدينت بارتكاب جريمة تتعلق بمتابعة حسابات تويتر لأفراد “يتسببون في اضطرابات عامة ويزعزعون الأمن المدني والوطني”، كما اتهمتها النيابة بأنها في بعض الحالات، قامت بإعادة تغريد تغريدات نشرها معارضون في الخارج.
أثناء محاكمتها، قالت الشهاب للقاضي إنها تعرضت لسوء المعاملة والمضايقات أثناء احتجازها، بما في ذلك التعرض للاستجواب بعد إجبارها على تناول أدوية معينة.
من جانبه، علق عبد الله العودة -الباحث في منظمة الديموقراطية للعالم العربي الآن- على قضية نورة القحطاني قائلاً إنه فيما يتعلق بقضية نورة، يبدو أن السلطات السعودية سجنتها “لمجرد التغريد بآرائها”.
وأضاف “من المستحيل عدم الربط بين لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالرئيس بايدن الشهر الماضي في جدة وبين تصاعد الهجمات القمعية ضد أي شخص يجرؤ على انتقاد ولي العهد أو الحكومة السعودية”.
وأكد العودة على أن منظمته كانت تحاول النشر عن نورة في الماضي على أمل أن يسلط الأشخاص الذين يعرفون القحطاني الضوء على قضيتها.
تم تصميم القوانين السعودية لمنح السلطات أقصى قدر من حرية التصرف، بما في ذلك سلطة احتجاز الأفراد بموجب تعريفات قوانين مكافحة الإرهاب الغامضة التعريف مثل “الإخلال بالنظام العام” و “تعريض الوحدة الوطنية للخطر”.
لا يوجد حساب على تويتر باسم نورة القحطاني الحقيقي، ما يشير إلى أنها كانت تدير حساب تحت هوية مجهولة وتعرضت للاعتقال بعد اختراقه وسرقة معلوماتها، كما حدث لعبد الرحمن السدحان، وغيرهم من السعوديين الذين تعرضوا للاعتقال والتعذيب لاستخدامهم أسماء مستعارة لنشر محتوى ساخر أو انتقادي على تويتر.