صحافة عالمية

الغارديان: حين تتحدث الأموال… تتجاهل الولايات المتحدة سجل حقوق الإنسان السعودية

ترجمة الغارديان
في وقت سابق من الأسبوع الماضي نجح صندوق الثروة السيادي السعودي في الاستحواذ على لعبة الجولف بصورة كاملة بعد اتفاقية دمج عُقدت بين جولة LIV التي يمولها وبين PGA التي حاربتها في الساحات القضائية لسنوات كي تقضي على نفوذها المتنامي، لكن نفوذ الجولة السعودية كان أكبر بسبب الأموال لدرجة أنه “اشترى” الجولة المنافسة مقابل سكوتها والتوقف عن محاربتها.

هذه الصفقات الرياضية التي يعقدها الصندوق السيادي السعودي واحدة تلو الأخرى تؤكد أن “النفط” وقود لكل شيء، حتى الذمم الأخلاقية والقيم والرياضة، لقد تجاهلوا جميعًا انتهاكات حقوق الإنسان طالما أن الثمن المدفوع مناسبًا،

أثارت هذه الخطوة غضب واسع النطاق على مستوى الجماعات الحقوقية، أعلنت هيومن رايتس ووتش أن المملكة العربية السعودية “تحاول” مجددًا غسل “سجلها الفظيع في انتهاكات حقوق الإنسان” باستخدام هذه الصفقة، كما تنشر عدد من القنوات الإعلامية الأمريكية العديد من المقاطع التي تناقش أخلاقيات قبول الأموال من نظام معروف بالوحشية.

هذه مخاوف مبررة: تفاقمت مشكلة صورة المملكة العربية السعودية في ظل حكم زعيمها الفعلي، محمد بن سلمان، الذي شوه سمعة بلاده بسبب القتل المروع الذي تعرض له الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي، وبسبب حملات قمع المعارضة السياسية وتكثيف عقوبة الإعدام، وحسب منظمات حقوقية، أعدمت السعودية في العام الماضي 81 شخصًا خلال 24 ساعة.

هذا العالم ملك للنظام السعودي الآن، بعد سنوات من المعارضة التي قادها Jay Monahan مفوض جولة PGA ومهاجمته للاعبين الذين انضموا للجولة السعودية، اتضح أن تلك المبادئ التي كان يدافع عنها معروضة للبيع لكنه لم يكن قد حصل على المبلغ المطلوب بعد.

3 مليارات دولار كانت الثمن الذي قبل به Jay Monahan للتخلي عن فكرة أن السعودية نظام يدعم الإرهاب ويرتكب انتهاكات ضد حقوق الإنسان.

يعكس اندماج PGA مع الجولة السعودية الروح الأنجلو أمريكية للمشروع الرأسمالي، السعوديون من حقهم مثل أي شخص في السوق لتقديم أفضل عرض، يبدو أن جريمتهم الرئيسية هي الكشف عن أن السوق الحرة المعولمة لا تقدم أي استثناءات أو مساحة للمقدسات الأخلاقية.

عملت المملكة العربية السعودية، بحثًا عن طرق لتنويع محفظة أصولها خارج نطاق النفط، منذ فترة طويلة على إحباط كافة الإدانات الموجهة إلى سجلها الحقوقي، خاصة من قبل القادة الذين تعهدوا بمعاقبة النظام على انتهاكاته لحقوق الإنسان.

خلال الحملة الانتخابية في عام 2019، قال جو بايدن إن المملكة العربية السعودية ستعاقب على قتل خاشقجي، وعلى الحرب الوحشية في اليمن، وتعهد بإنهاء بيع الأسلحة للسعوديين “الذين يستخدمونها في قتل الأطفال”، كما قال “سنجعلهم يدفعون الثمن ونجعلهم منبوذين”.

لكن في العام الماضي، باعت الولايات المتحدة ما قيمته 3 مليارات دولار من صواريخ باتريوت للسعودية، فضًلا عن منح بن سلمان حصانة سيادية لحمايته من المقاضاة أو المساءلة على ارتكاب أي جرائم.

دخول المملكة العربية السعودية إلى لعبة الجولف المحترف هو حبة مريرة يجب ابتلاعها، وللأسف سيكون هناك المزيد من هذه الحبات، يمتلك صندوق الثروة السيادية السعودي بالفعل نيوكاسل يونايتد، وجند كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة للعب في الدوري المحلي، واشترى مباراتي ملاكمة أنتوني جوشوا وفتحة في تقويم الفورمولا 1، ويخطط لاستثمار 20 مليار دولار أخرى لجذب النجوم العالميين لدوري كرة القدم المحلي.

وبذلك، كشف السعوديون عن مكانتهم الواثقة في النظام المالي العالمي الذي سمح لهم حراس بواباته بالدخول منذ فترة طويلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى