الغسيل الرياضي: الاتحاد الدولي للسيارات يعاقب من ينتقد انتهاكات حقوق الإنسان
أصدر الاتحاد الدولي للسيارات قرارًا جديدًا يحظر أي محاولة للتعبير عن الآراء السياسية أو الإدلاء بأي تصريحات حول أي قضايا حقوقية من قبل السائقين والكيانات المشاركة في بطولة فورمولا1.
وحسب القرار الجديد فإنه لا يسمح للمتسابقين بـ “الإدلاء بأي تصريحات أو تعليقات سياسية ودينية وشخصية وعرضها بشكل عام إلا بعد الحصول على إذن كتابي من الهيئة المنظمة أو الهيئات الوطنية ذات الصلة”، وأن من يخالف القانون يعرض نفسه لعقوبات.
تعليقًا على القرار قال معهد البحرين للحقوق والديمقراطية BIRD إن الاتحاد الدولي للسيارات أصبح كيانًا قمعيًا، وأنه بهذا القرار الجديد “يقمع حرية السائقين في التعبير”.
وفي رسالة اطلعت عليها BBC، قال مدير المعهد سيد أحمد الوداعي إن هذه الخطوة “تبدو وكأنها رد فعل على تصريحات متسابقين مثل لويس هاميلتون الذي انتقد كثيرًا انتهاكات حقوق الإنسان في البلدان المضيفة للبطولة مثل البحرين والسعودية”.
الرسالة – الموجهة إلى رئيس الاتحاد الدولي للسيارات محمد بن سليم وإدارة الفورمولا 1 وجميع الفرق المشاركة- أكدت أن هذا القرار الجديد يتناقض مع قرار العام الماضي بإلغاء عقد سباق الجائزة الكبرى في روسيا بسبب غزو أوكرانيا، وأضافت أنها “ازدواجية معايير ونفاق من القائمين على تنظيم البطولة”.
وأكدت الرسالة أن تصرفات الهيئة المنظمة لبطولة F1 ضد الحرب الروسية في أوكرانيا متناقضة تمامًا لتجاهلها تورط المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة في حرب في اليمن وغيرها من الانتهاكات الأخرى.
يقول الوداعي إن هاميلتون “استخدم منصته للتعبير عن دعمه لأصحاب البشرة السمراء وحقوق الإنسان في البلدان ذات السجلات السيئة في مجال حقوق الإنسان بما في ذلك البحرين والمملكة العربية السعودية”.
وأضاف الوداعي: “لا يمكن اعتبار أي من التصريحات التي أدلى بها هاميلتون سياسية أكثر من قرار الاتحاد الدولي للسيارات بالانسحاب من السباق في روسيا الموسم الماضي بسبب غزوها لأوكرانيا”.
وتابع “في بيان العام الماضي، شجب الاتحاد الغزو الروسي وعبر عن تضامنه مع الضحايا في أوكرانيا، ولا يمكن إنكار أن هذا البيان سياسي بامتياز”.
وأضاف الوداعي: “عندما يختار الاتحاد الدولي للسيارات والفورمولا 1 منح سباقات لبعض أكثر الأنظمة القمعية في العالم، مثل البحرين والسعودية، فإنه يشارك في الغسيل الرياضي الذي تقوم به هذه الأنظمة الديكتاتورية ويسمح لها بارتكاب المزيد من الجرائم”.
وأكد الوداعي “من المخز رؤية الاتحاد الدولي للسيارات يحاكي الآن تكتيكات شركائه التجاريين المستبدين من خلال محاولة إسكات أصوات النقاد والمدافعين…. لقد أخفق الاتحاد الدولي للسيارات وF1 في احترام حقوق الإنسان والانتصار لها، لكن سائقين مثل لويس هاميلتون حاولوا تسليط الضوء على الجرائم والانتهاكات، إذ أعلن عن دعمه الصريح للسجناء السياسيين في البحرين…. الآن يريد الاتحاد إسكاته هو والآخرين ومعاقبتهم إذا تجرأوا على التحدث علانية…. نقول لمحمد بن سليم إن هذه السياسة خاطئة ويجب التراجع عنها على الفور”.