يمر اليوم ستة أعوام منذ اعتقال الأديب السعودي محمد الحضيف، والزج به خلف القضبان والحكم عليه بالسجن المشدد لممارسته حقه المشروع في التعبير عن آرائه السياسية ومعارضته لبعض ممارسات النظام الحالي.
بدأت معاناة الحضيف بسؤال: “هل يجوز للإمارات أن توفر حماية، وتصبح ملاذاً لبعض الآبقين من سعوديي الإمارات وتوظفهم؛ ليشتموا علماء المملكة ورموزها بلغة شوارع بذيئة؟”…. كان هذا هو السؤال الذي طرحه الأكاديمي والإعلامي السعودي محمد الحضيف عبر حسابه الشخصي على موقع “تويتر”، لكن النظام لم يرغب في الحوار، وقام باعتقاله في 19 مارس/آذار 2016 في مطار الرياض عقب عودته من تركيا.
كالعادة، لم يُسمح للحضيف بتوكيل محام أو الانتفاع بأي من الحقوق القانونية والإنسانية التي يكفلها له القانون الدولي، والمحلي أيضاً، وبعد عدة جلسات محاكمة سرية -دون محام- أصدرت المحكمة الجزائية المختصة في مايو/آيار 2018، حكماً ضده بالسجن 5 سنوات والمنع من السفر مدة مماثلة بتهمة “التعدي على دولة صديقة” في إشارة إلى الإمارات.
لم تكتف السلطات بذلك، بل تم تغليظ العقوبة بعد ثلاث سنوات من الحكم إلى تسع سنوات، ثم إلى 13 عاماً في أوائل العام الجاري.
محمد الحضيف، هو كاتب وصحفي وروائي سعودي عرف بنشاطه وكتاباته الإصلاحية، حصل على المركز الأول على مستوى المملكة في الثانوية العامة، والتحق بجامعة الملك سعود قسم الإعلام تخصص صحافة وحصل على شهادة البكالوريوس منها مع مرتبة الشرف عام 1983.
ونال درجة الماجستير عام 1988 من جامعة كانساس في الولايات المتحدة الأمريكية في نظريات الإعلام وتخصص في نظريات الإقناع والصورة النمطية، وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1992 في الصحافة والعلاقات العامة من جامعة ويلز في بريطانيا، وأسس عام 1993 لجنة للدفاع عن حقوق الإنسان أسماها لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية.
عمل الحضيف كذلك في مجال التقديم التليفزيوني، حيث قدم عدداً من البرامج في كل من قناة المجد، وقناة دليل، كما شارك في عدد من البرامج الحوارية في عدد من القنوات مثل: قناة الرسالة، العربية، القناة السعودية الأولى، والقناة السعودية الثانية.
بالإضافة إلى ذلك، صدرت للحضيف عشرات المؤلفات والقصص القصيرة، فضلاً عن عمله في المجال الأكاديمي لفترة.
بحسب مصادر خاصة، فإن أن اعتقال الحضيف جاء بعد أن قدمت حكومة أبو ظبي شكوى ضده، تبع ذلك حملة شرسة من الذباب الإليكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي للتشهير به والنيل من سمعته والتحريض على اعتقاله.
إننا نؤكد على رفضنا التام لكافة الانتهاكات التي ترتكب ضد الإعلامي والأديب محمد الحضيف، ونطالب الجهات المعنية في الأمم المتحدة اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لجرائم النظام السعودي المستمرة ضد حرية الرأي والتعبير، ومحاسبة النظام على الممارسات القمعية التي لا يتوقف عن انتهاجها ضد المعارضين.